صحيفة السوسنة الأردنية

يوشك العام الحالي أن يلفظ أنفاسه الأخيرة ويذهب لمخازن التاريخ ليصبح ذكرى ورقم بين الأرقام ، ونحن نستعد لاستقبال عام جديد  ، ونستعرض ما تركه وسيتركه العام الحالي على العام الجديد ولاسيما ظهور جائحة كورونا التي  هي سياسية أكثر من اللازم  ، وإنسانية أكثر من اللازم واقتصادية أكثر من اللازم ولا أعني بذلك نفيها وعدم وجودها ، ولكن ما أعنيه المبالغة والخوف  حتى أصبحت فوبيا كورونا .

 

نستقبل العام الجديد بالأمل والتفاؤل والإيمان بحتمية التغيير مهما اختلفت الشدائد وعظمت الأمور ، وإنها والله أصبحت عظيمة ومخيفة وكل شيء وصل للحد الفاصل  المؤشر للانفجار في أي لحظة .

 

أليست ظاهرة الانتحار وجرائم القتل والكثير من الأمراض التي غزت مجتمعنا وهي غريبة عليه وعلى ثقافتنا ، أليس هذا أكبر مؤشر على صحة ما أقول ( ماذا لا سمح الله لو أراد أحد المنتحرين أن يقول عليا وعلى من أوصلني لهذه الدرجة ) ما هي النتيجة .

 

إننا دعاة ثقافة الحياة والأمل والأحلام بغد أفضل ولسنا دعاة الموت والقتل والتدمير ، ولكن علينا أن نفكر في كل شيء  وأن نحلل تلك الظواهر الخطيرة ولا نردد ما يقوله تجار الموت والدمار في وطننا ومن ورائهم ،دعو من يريد الموت أن يلاقيه ، ونحن نريد الحياة لنا وله .

 

نستقبل العام الجديد متفائلين رغم أنهم سلبونا كل أفراحنا وجوعونا باسم وباء كورونا ، وقبل أن يجف القلم في كتابة هذا المقال تناقلت وسائل الإعلام كالعادة في التهويل من موجة جديدة لوباء كورونا وصلت أوروبا ولا سيما بريطانيا بلد المؤامرات والدسائس ، والحقيقة لا نملك أن نكذب ذلك أو نصدقه ولكن نملك بالأخذ بالأسباب والحيطة والحذر من خلال استخدام كل وسائل السلامة العامة .

 

وعلى الحكومة بنفس الوقت أن تعيد النظر في دوام المدارس وإعادة الحياة الاقتصادية للوطن،  كل شيء اليوم معطل للأسف يعني نستقبل العام الجديد والحياة ذاتها أشبه بالميتة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وعلى الحكومة إعادة الحياة لكل ما توقف من دوائر ومؤسسات ومطاعم ومقاهي وفنادق ، باختصار عودة الحياة لطبيعتها مع الحذر والأخذ بكل سبل الوقاية والسلامة العامة .

 

وليس أمامنا إلا أن نتفاءل بالعام الجديد رغم صعوبة ذلك .

 

وكل عام وطننا وشعبنا وأمتنا بألف خير ، والى اللقاء في العام الجديد مع مقال آخر ان شاء الله .