سقوط قتلى ومظاهرات الاحتجاج على نجاد تمتد إلى عدة مدن إيرانية

mainThumb

13-06-2009 12:00 AM

أفادت تقارير إعلامية من إيران أن المظاهرات والاصطدامات بدأت تنتشر في سائر المدن الإيرانية احتجاجا على نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لدورة ثانية، وسقط 3 قتلى على الأقل في اشتباكات واسعة النطاق، وطوقت قوى أمن إيرانية منطقة جماران في طهران؛ حيث توجد منازل لإصلاحيين أهمهم محمد خاتمي وهاشمي رفسنجاني ومير حسين موسوي.

وقالت مصادر إصلاحية، رفضت الكشف عن اسمها، إن مدن قم وشيراز ومشهد تشهد اصطدامات بين قوات مكافحة الشغب والمحتجين، وأكدت بعض مواقع التابعة للمعارضة بأن مدن تبريز وأرومية وشهسوار والأهواز شهدت هي الأخرى مظاهرات احتجاجية.

وتؤكد التقارير الإخبارية خروج الآلاف من المتظاهرين إلى شوارع المدن الكبرى، خاصة العاصمة طهران.

وقد اتهمت وكالة فارس للأنباء القريبة من الحرس الثوري الإيراني، الأحزاب الإصلاحية بتحريض مؤيدي المرشحين بالخروج إلى الشوارع، ولا سيما حزبي المشاركة الإسلامية ومنظمة مجاهدي الثورة الإسلامية.

وسبقت وكالة فارس للأنباء مصادر وزارة الداخلية الإيرانية في الإعلان عن نتائج الانتخابات لصالح أحمدي نجاد قبل فرز الأصوات بساعات إلا أنها أقدمت قبيل الإعلان عن النتائج برفع النبأ عن الموقع.

وتفيد الأنباء المتواترة من العاصمة الإيرانية بأن الآلاف من المحتجين يتواجدون في الشوارع الرئيسة بطهران ويشتبكون مع قوات الأمن الإيرانية.

ويؤكد شهود عيان بأن المتظاهرين يطلقون شعارات من قبيل "الموت للديكتاتور" و"موسوي نحن ندعمك" و"موسوي استعيد لنا أصواتنا".

وتذكر تقارير واردة من مشهد أن المظاهرات مستمرة في بعض الشوارع في هذه المدينة المقدسة لدى الشيعة؛ حيث يوجد فيها مرقد علي ابن موسى الرضا ثامن أئمة الشيعة.

يذكر بأن كل من مير حسين موسوي وكروبي اتهما القائمين على إجراء الانتخابات بالتلاعب بالنتائج، وبعث موسوي برسالة إلى كبار المرجعيات الدينية ودعاها إلى حماية أصوات الشعب.


استقالة رفسنجاني

وقد أعلن موقع الحزب الشيوعي أن رئيس مجلس الخبراء ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام رفسنجاني قدم استقالته.

وفي وقت سابق، أعلن صادق محصولي وزير الداخلية الإيراني، فوز أحمدي نجاد بانتخابات الرئاسة الإيرانية، بحصوله على 62.6% من الأصوات.

وأضاف أن منافس أحمدي نجاد، المعتدل موسوي حصل على 33.75%من الأصوات، وبلغت نسبة الإقبال على الانتخابات 85% من بين الناخبين المسجلين، وهي نسبة قياسية، وفقا لما بثته قناة "العربية" في نشراتها الإخبارية.

وقال مراسل قناة "العربية"، ضياء الناصري، إن مئات الآلاف احتجوا على نتائج الانتخابات في تظاهرات قرب وزارة الداخلية الإيرانية، وأن قوات الشرطة اعتدت بالضرب على المتظاهرين، وأصابت واعتقلت عددا منهم.

وذكر أن البلاد لا تشهد أي مظاهر احتفال بانتصار أحمدي نجاد.


وأوضح محصولي أن مجلس صيانة الدستور سيتخذ موقفه النهائي من الانتخابات خلال 8 أيام، مشيدا بعملية الانتخابات، وقال إنها "فخر للشعب الإيراني"، وإن البلاد لم تشهد أي تطورات "غير واقعية" خلال العملية.

وأضاف أن عدد الأصوات الباطلة بلغ حوالي 400 ألف، وأن ما يقرب من 39 مليون شخص صوتوا بالانتخابات، من بين 46 مليون شخص لديهم حق الاقتراع.

ومن جانبه، أكد المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية في إيران، مهدي كروبي، أن نتائج الانتخابات التي جرت أمس الجمعة "غير شرعية وغير مقبولة"، وذكر منافس نجاد الرئيس، المحافظ المعتدل مير حسين موسوي، أن الانتخابات شهدت انتهاكات ومخالفات.

فيما تواترت أنباء غير مؤكدة عن إحراق بنك تجاري في إيران، وخروج الآلاف في تظاهرات وسط طهران، وأشارت تقارير إلى حدوث اشتباكات في منطقة ونك بطهران وفي تبريز والأهواز، وإلى ذلك، أعلنت وزارة الإرشاد الإيرانية أن الصحف الإصلاحية يجب أن تجيز عناوينها قبل النشر.

وشهدت الانتخابات، أمس الجمعة، إقبالا كثيفا غير مسبوق في تاريخ الجمهورية الإسلامية.


صدامات

وقال ضياء الناصري، مراسل قناة العربية في طهران، إن الآلاف من أنصار موسوي تجمعوا في ساحة فاناك في وسط طهران، وأطلقوا هتافات مناهضة للحكومة احتجاجا على نتائج الانتخابات.

وقال المراسل إن التجمعات تركزت بشكل أساس في شارع "ولي عصر" وشوارع "جوردان" و"إفريقيا"، وأضاف أن الشرطة حاولت تفريق المتظاهرين إلا أنها لم تتمكن من ذلك.

وكانت صدامات جرت بين الشرطة ومناصرين لمير حسين موسوي مباشرة، بعد إعلان النتائج الأولية التي بينت تقدم نجاد.

وهتف مناصرو موسوي المجتمعون أمام المقر العام لحملة مرشحهم "لقد أفلسوا البلاد ويريدون إلحاق المزيد من الإفلاس بها خلال السنوات الأربع المقبلة"، بينما كانت الشرطة تحاول تفريقهم بضربهم بالعصي وركلهم بالأرجل.

وصرخوا "سنبقى هنا وسنموت هنا"، بينما تلقت امرأة ضربة بالعصا على ظهرها من شرطي، وقالت امرأة أخرى "أخشى أن يكونوا قد تلاعبوا بأصوات الشعب".

كما طلبت الشرطة من أصحاب المحال التجارية المجاورة إغلاق متاجرهم.


نسبة مشاركة غير مسبوقة

من جهته قال علي أكبر جوانفكر المستشار الإعلامي للرئيس المنتهية ولايته إن "نسبة مشاركة الناخبين غير مسبوقة، وتظهر دعم الإيرانيين وثقتهم بنظام الجمهورية الإسلامية وثقتهم بالمرشد الأعلى" آية الله علي خامنئي.

وصرح مجتبى سماره هاشمي المسؤول عن حملة أحمدي نجاد، في تصريح نشرته السبت وكالة فارس للأنباء، بأن "الفارق بين عدد الأصوات التي حصل عليها أحمدي نجاد وتلك التي حصل عليها منافسوه يعني أن أي شك في فوزه سيعتبره الرأي العام شكلا من أشكال المزاح".

ودافع التلفزيون الرسمي عن شرعية الانتخابات، عبر بث آراء للناخبين التقطها الجمعة وتدعو جميعها إلى ضرورة احترام نتائج الانتخابات.

وكان موسوي ندد، منذ مساء الجمعة، بما اعتبره تلاعبا بالنتائج وانتهاكات اعترت العملية الانتخابية في وقت كان من المفترض أن تعزز المشاركة الكثيفة حظوظه بالفوز.


مؤتمر لموسوي

وسادت أجواء من التوتر المقر الرئيس لحملته الانتخابية الواقع على مقربة من وزارة الداخلية، حيث طوقت أعداد كثيفة من الشرطة المئات من أنصاره الذين أطلقوا هتافات منددة بأحمدي نجاد، سرعان ما تطورت إلى صدامات مع الشرطة.

وبحسب وكالة الأنباء الرسمية إيرنا فإن أي تجمع لمناصري أي مرشح ممنوع.

أما المرشحان الباقيان الإصلاحي مهدي كروبي والمحافظ محسن رضائي، فحاز كل منهما على أقل من 2% من الأصوات.


الصحف الإيرانية

وصدرت الصحف السبت وقد بدا عليها الحذر. وعنونت صحيفة كلام سابز التابعة لموسوي "الحضور الأخضر للشعب أصبح حاسما للمستقبل"، علما بأن اللون الأخضر هو شعار حملة موسوي.

بالمقابل عنونت صحيفة كيهان الداعمة لأحمدي نجاد "الشعب رضخ للمرشد وقال كلمته".

وكان موسوي -67 عاما- أعلن، بعيد إغلاق صناديق الاقتراع، فوزه بالانتخابات و"بفارق كبير".

غير أن وكالة الأنباء الرسمية ما لبثت أن أعلنت فوز أحمدي نجاد -52 عاما-.

وقال موسوي إن فرق حملته "لاحظت في بعض المدن مثل شيراز وأصفهان وطهران وجود عدد غير كاف من بطاقات الاقتراع. بعض مقارنا هوجمت. سألاحق وبدعم من الشعب الذين يقفون وراء هذه الأعمال غير القانونية".

وجرت الحملة الانتخابية في أجواء من المنافسة الحادة بين المرشحين، وفي أجواء احتفالية أيضا لا سابق لها منذ انتصار الثورة الإسلامية قبل ثلاثين عاما. كما عكست الانقسامات العميقة بشأن مستقبل إيران بعد أربعة أعوام من رئاسة أحمدي نجاد.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد