صحيفة السوسنة الأردنية

سيدتي لم أعد كما كنت ولم تعودي أنت كذلك .. فنحن في زمان غير الزمان الذي عهدناه وأصبحنا نفكّر في أمور لم نعهدها من قبل كنت أنتظرك الساعات الطوال علّك تمرّين فألقي عليك التحيّة بصوت هامس غير مسموع خشية أن يسمعني أحد وكنت تدركين ذلك فتبتسمين وكان يكفيني ذلك فألوذ ببيتي وكأن معي كنوز الدنيا ألم أحظى بابتسامة وتغرب الشمس وأنتظر شروق الشمس بفارغ الصبر وقد لملمت الشمس خيوطها الصفراء وبدأت تتوغل في الأفق البعيد معلنة مراسم الغروب وأنا أنتظر الشروق وكما يقولون والشمس بغياب وليس لديّ شاطىء بحر الجأ إليه أبثه همّي وما ألاقيه فأظلّ ساهرا حتى يتنفّس الصباح فأبدأ المعاناة من جديد وكنت ألتذّ كثيرا بما ألاقي فأجوب الشوارع كلّ الشوارع وكنت أجدها فرصة للتحدّث معك بحرّيّة أقول لك جميع ما اختزنت من عبارات العشق التي كنت أحفظها وكان أكثر ما يضايقني تعليقات بعض المارّة فأنا بكامل قواي العقلية فلماذا يظنون أنني أهلوس وأتحدّث إلى نفسي ؟ هم لا يعلمون ولا يعانون ما أعاني ..
وأنت في عالم آخر أشكّ أنك تفكّرين بي حتى أنني أخذت أفكّر جادّا بالحكمة التي تقول لا تثق بامرأة وأعود وأمنّي النفس بأن الذي قال تلك الحكمة لم يذق طعم الحب فلم يسهر الليالي الطوال يرقب مغيب النجوم في السماء إيذانا بانبلاج الصباح ..
سيدتي لن أركض خلفك ثانية فأنا لست أوّل المحبين ولست بآخرهم فوداعا للغرور والصلف والعنجهية وأجزم أن الذي قال ( لا تثق بامرأة ) كان على حق ّ كنت مجرد ذكرى لا أكثر ...