اسواق النفط العالمية تترقب إشارات ما قبل الحظر الروسي

mainThumb

04-12-2022 10:33 AM

السوسنة - تبدأ اليوم أعمال الاجتماع الوزاري الـ34 لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) و"أوبك +"، برئاسة الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي وألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي، وتستعرض مستجدات السوق وأحدث بيانات العرض والطلب والمخزونات .

ويشهد الإجتماع أيضاً تحديد مستوى الإنتاج لكانون الثاني (يناير) المقبل، وذلك في أول اجتماع وزاري عقب تخفيضات قياسية في أكتوبر الماضي بلغت مليوني برميل يوميا.


وكانت أسعار النفط الخام قد إختتمت تعاملات الأسبوع على انخفاض ولكنها حققت مكاسب أسبوعية، حيث حصد خام برنت مكاسب 2.2 في المائة، فيما ارتفع خام تكساس الوسيط 4.9 في المائة، وجاءت المكاسب بعد أنباء من الصين التي تتجه على الأرجح نحو تخفيف الإجراءات المفروضة لوقف انتشار كوفيد-19 بعد اتساع رقعة الاحتجاجات.

وتترقب السوق بدء حظر النفط الروسي المنقول بحرا إلى دول الاتحاد الأوروبي بدءا من الغد، بعد أن نجحت دول الاتحاد ومجموعة السبع في التوافق على سقف سعري للنفط الروسي يبلغ 60 دولارا للبرميل.

وفي هذا الإطار، ذكر تقرير "أويل برايس" الدولي أنه في كل مرة يجتمع فيها تحالف "أوبك +" لإعادة النظر في استراتيجيتها الإنتاجية يراقب مجتمع النفط بعناية كل الإشارات والقرارات الصادرة عن الاجتماع.

وأوضح أن التحول من اجتماع حضوري في فيينا إلى لقاء جماعي عبر الإنترنت دفع معظم المحللين إلى الاعتقاد أن النتيجة الأكثر ترجيحا ستكون تجديد حصص الإنتاج كما هي ولن تكون هناك أي تحركات جذرية خلال اجتماع اليوم.

وسلط التقرير الضوء على موافقة الاتحاد الأوروبي مبدئيا على مستوى سقف أسعار النفط الخام الروسي بينما تراقب "أوبك +" الأنباء المنتشرة حول تخفيف الصين لقيود الإغلاق، لافتا إلى موافقة الاتحاد الأوروبي على سقف سعري للنفط مع التوافق على آلية تعديل تسعى إلى إبقاء الحد الأقصى عند 5 في المائة أقل من سعر السوق.

وذكر أن منتجي النفط الروسي رفعوا الإنتاج بالفعل في الأسابيع الأخيرة قبل بدء الحظر، بينما يتجه تحالف "أوبك +" إلى إجراء مزيد من الخفض في الإنتاج، حيث يرى التحالف أنه من الضروري خفض الإنتاج لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط الخام في مواجهة الطلب العالمي المتذبذب هذا الخريف.

وأوضح أنه قبل فرض عقوبات الاتحاد الأوروبي أنتجت روسيا 10.9 مليون برميل يوميا في نوفمبر وزادت الصادرات إلى الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان الشهر الماضي، وعلى الرغم من بيانات الاستهلاك الضعيفة في الصين تظهر البيانات الدولية أن آسيا استوردت رقما قياسيا قدره 29.1 مليون برميل يوميا من النفط الخام في نوفمبر مقارنة بـ25.6 مليون برميل يوميا في أكتوبر و26.6 مليون برميل يوميا في سبتمبر.

ونوه التقرير إلى أن المشترين الآسيويين لم ينضموا إلى اقتراح الحد الأقصى لأسعار النفط لمجموعة السبع إلا أن حالة عدم اليقين بشأن الإمدادات المستقبلية من الخام الروسي والقدرة على تمويل وتأمين شحنات الخام الروسية قد أثارت قلق المستوردين الآسيويين.

وعد أن حالة عدم اليقين هي السمة الرئيسة في أسواق الطاقة في ديسمبر الجاري مع بدء حظر استيراد النفط الخام الروسي المحمول بحرا وخفض إنتاج "أوبك +" المحتمل وتحديد أسعار بيع النفط والغاز الروسيين ما جعل حالة العرض في السوق أكثر تعقيدا.

وأشار التقرير إلى احتمال أن يسفر اجتماع "أوبك +" اليوم عن عدم تغيير مستويات الإنتاج بينما يتوقع عدد من الخبراء والمحللين أن تقوم "أوبك +" بخفض الإنتاج مرة أخرى لمعالجة ضعف الطلب في الصين، لافتا إلى تأكيد بنك "جولدمان ساكس" أن "أوبك +" توقعت بشكل صحيح انخفاض الطلب في نوفمبر وأن المجموعة ستناقش الضعف المستمر في الطلب في الصين.

ولفت إلى صعوبة بشكل متزايد في التنبؤ بمسار أسعار النفط في أوائل 2023 بدقة، إذ إنه من شبه المؤكد أن أسواق النفط الخام ستظل مزودة بإحكام في المستقبل المنظور مع ترقب السوق احتمالية ما إذا كانت إمدادات الخام الروسية ستنخفض فعليا بشكل كبير في ديسمبر والأشهر الأولى من العام الجديد وما إذا كانت عقوبات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومجموعة السبع ناجحة.

بدوره، أكد تقرير "ريج زون" الدولي أن أسعار الخام سجلت أكبر مكاسب أسبوعية له في شهر بعد أسبوع متقلب تميزت فيه الصين بتخفيف قيود كورونا وزيادة المراهنات على سياسة إنتاج "أوبك +".

وأشار التقرير إلى أن التقلبات السعرية قفزت إلى 53 في المائة في وقت سابق هذا الأسبوع وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر الماضي مع تداول النفط الخام في نطاق عشرة دولارات، حيث أدت التكهنات بتخفيضات إنتاج "أوبك +" إلى تأرجح النفط الخام.

ولفت التقرير إلى حصول الأسعار على دفعة حيث بدأت الصين - التي تواجه اضطرابات غير عادية - في تخفيف سياسات "صفر كوفيد" ما ساعد على نمو توقعات ارتفاع استهلاك الطاقة بينما يقول المحللون إن أزمة السيولة ستستمر مع استمرار إغلاق المراكز قبل نهاية العام.

وذكر أن أسعار النفط حققت انتعاشا حادا هذا الأسبوع بعد أن سجل أدنى مستوى له منذ 2021، لافتا إلى تحسن آفاق الطلب بسبب تقليص سياسة كوفيد الصينية في أعقاب الاحتجاجات كما كان الارتفاع مدعوما بمعنويات السوق الأوسع التي كانت تتفاعل بشكل متفائل مع الإشارات الصادرة عن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي في وقت مبكر من الأسبوع بأن وتيرة رفع أسعار الفائدة ستتباطأ.

وأشار التقرير إلى توقف الارتفاع الذي استمر أربعة أيام في ختام الأسبوع الماضي بعد أن أعادت الرياح المعاكسة الهبوطية تأكيد نفسها في السوق، لافتا إلى موافقة الاتحاد الأوروبي على سقف لسعر النفط الروسي حيث تهدف هذه الخطوة إلى السماح للنفط الروسي بالاستمرار في التدفق في الأسواق العالمية مع الحد من المكاسب المالية للاتحاد الروسي.

من ناحية أخرى، ظل العدد الإجمالي لمنصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة على حاله هذا الأسبوع حيث بقي إجمالي عدد الحفارات عند 784 منصة هذا الأسبوع - 215 منصة أعلى من عدد الحفارات هذه المرة في 2021 و291 منصة أقل من عدد الحفارات في بداية 2019 قبل انتشار الوباء.

وأشار تقرير "بيكر هيوز" الأمريكية الأسبوعي إلى بقاء منصات النفط في الولايات المتحدة على استقرارها هذا الأسبوع عند 627، بينما بقيت منصات الغاز عند 155. وبقيت منصات متنوعة على حالها عند 2. ولفت إلى انخفاض عدد الحفارات في حوض بيرميان بمقدار 2 هذا الأسبوع إلى 350. بقيت الحفارات في إيجل فورد كما هي عند 71.

ونوه التقرير إلى بقاء إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة على حاله للأسبوع الرابع على التوالي في الأسبوع المنتهي في 25 نوفمبر وعند 12.1 مليون برميل يوميا وذلك وفقا لآخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية، حيث ارتفعت مستويات الإنتاج في الولايات المتحدة بمقدار 400 ألف برميل يوميا حتى الآن هذا العام و500 ألف برميل في اليوم مقابل العام الماضي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد