صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة - تمكن علماء و باحثون من معهد "هيوستون ميثوديست" الأمريكي من إكتشاف جهازا بحجم العملة النقدية، قد يشكل نقطة تحول لعلاج داء السكري المزمن.

ومن المعروف أن داء السكري يُعاني منه الملايين حول العالم دون أي قابلية للشفاء منه، ويعود سبب الإصابة بنمطه الأول إلى رد فعل مناعي ذاتي يدمر خلايا البنكرياس المصنعة لهرمون الأنسولين.

السكري يُسبب بشكل عام بالفشل كلويا، ويميل الأطباء إلى علاجه من خلال حُقن إنسولين يومية، في محاولة للتحكم بمستويات سكر الغلوكوز في الدم.

وفي بعض الحالات، يحتاج المرضى إلى زراعة كلية أو بنكرياس أو خلايا البنكرياس المدعوة بخلايا "الجزيرة" في أجسادهم، مع معالجتهم بأدوية صادة للمقاومة المناعية طوال حياتهم، للتغلب على مقاومة الجسم للأعضاء المزروعة.

ولكن الأدوية المناعية تجعل مرضى السكري عرضة للإصابة بالأمراض المعدية مع زيادة خطر الإصابة بأنواع محددة من السرطان.

وأثبت الباحثون في دراستهم المنشورة في مجلة "نيتشر كوميونيكشنز" العلمية، إمكانية صناعة بنكرياس اصطناعي يُدعى "نيش"، بواسطة الطباعة ثلاثية الأبعاد والهندسة الحيوية.

ويمكن وضع الجهاز المسطح والرقيق تحت سطح الجلد، ويحتوي على احتياطي من خلايا "الجزيرة" وأدوية صادة للمناعة؛ ما يجعله أول جهاز يعالج السكري وقابل للزراعة في الجسم، ويعمل الجهاز على توفير المواد الغذائية والأكسجين اللازمين لخلايا "الجزيرة".

ويساعد العلاج الجديد بإعادة سكر الغلوكوز في الدم إلى مستوياته الطبيعية، وإزالة أعراض السكري عند الحيوانات مدة 150 يوما، مع تجنب الآثار الجانبية الشديدة لمقاومة العلاج من خلال حقن الأدوية المناعية محليا في مكان زراعة خلايا "الجزيرة".

وقال الأستاذ الدكتور آليساندرو غراتوني، المشارك في الدراسة، إن "إحدى أهم نتائج دراستنا أننا استخدمنا صادات مناعية في مكان زراعة الخلايا، ويمكن للجهاز الجديد أن يغير كفاءة العلاج ويحسن جودة حياة المرضى"، وفقا لموقع ميديكال إكسبريس.

ويعمل الفريق على تحسين تقنية "نيش" لاستخدامها في العيادات الطبية من خلال تقليل الحاجة لملء الجهاز بالدواء إلى مرة كل 6 أشهر؛ ما يسمح باستخدام الجهاز للعلاج طويل الأمد.

ويخطط الباحثون لتوسيع مجال البحث واختبار الجهاز على البشر في المستقبل القريب، في ظل خطة المعهد لتطوير علاجات جديدة للأمراض المزمنة.