صحيفة السوسنة الأردنية

لا أستطيع تحمّل هذا الحزن الذي يغلّف الأشياء من حولي .. هذه الغمامة المثقلة بمسميّات غريبة والتي تمتدّ وتمتدّ ليست قادرة على استيعاب كمّية هذا الحزن القاتل الذي يعشّش في صدري وحتى لو هربت بعيدا بأحلامك وحملت معك أوهامك وخيالاتك وما يروق وما لا يروق لك وما في قواميس اللغة من ألفاظ تدعوك إلى التروّي والصبر والتصبّر فأين تذهب إذن من الأفكار السوداء التي تلاحقك الآن وكانت تلازمك في الماضي وستلازمك ولا شكّ في غدك .. إنّ كلّ الطرق التي كانت تؤدّي إلى الخلاص من الأحزان أغلقت وأصبحت غير سالكة وأصبح من يسير فيها عرضة للأخطار التي لا تعرف المستحيل ولا تؤمن ببراءة من هو بريء فعلا ، ألم أقل لك هذا الحزن لا نهاية له ، ولو أنّه يؤدّي إلى أيّة نتيجة كان المرء اعتنقها وكافح في سبيل الوصول إليها فأين يهرب ولا مهرب حتى بالرحيل إلى المجهول وقبول كلّ ما يفضي إليه الرحيل من آلام وأسقام وركوب أهوال وعبور متاهات وندم ..
أين في رأيك تستطيع أن تأخذ الحزن هذا إلى جرون الحزن الفسيحة أعلم أن لا مجال للهروب .. وخير للمرء أن يتقبّل المقدور وأن ينغمس في الحزن الذي لا فكاك منه فلعلّه يرحل من نفسه والأيام كفيلة بتغيير أشياء كثيرة كانت تبدو عصيّة على التغيير .. لعلّ وعسى ...