صحيفة السوسنة الأردنية

عمّان- السّوسنة

بهتافاتٍ تدمي القلب، وأصواتٍ ملؤها الألمُ والفقد، ووجوهٍ مُتعبة من هولِ الكوارثِ الطبيعيّة، وأيضًا من هولِ الكارثة السياسيّة المقيمة والمستمرَّة، خرجَ أهالي درنة، أو الناجونَ منهم من الموتِ، في تظاهراتٍ حاشدةٍ، الإثنين، معبرينَ عن غضبهم العارم. الغضبُ الذي خلّفته سنواتٌ من الانقسامِ والاقتتال.. وأخيرًا التّراشق الإعلاميّ وتبادل الاتّهامات في المسؤوليّة عن موتِهم.. ودمارِ مدينتهم، من حكومتينِ وأكثر من ثلاثة ناطقين إعلاميين.. إلى الآن لم يستطيعوا أن يتفقوا على عددٍ للضّحايا الذينَ يعدّون بالآلاف.. ولا تزال المدينة تقاوم (معزولةً).. في ظلّ انقطاعٍ للكهرباء عنها، وصعوبةٍ في وصول فرق الإغاثة (...)

المحتجون طالبوا بـ"حلّ البرلمان وتوحيد ليبيا"، ثمّ "إعادة إعمار المدينة.." المهدَّمة على رؤوسهم، بفعل دانيال.. وبفعل تقصيراتٍ لامحدودة من أطرافٍ عدّة كشفَت عنها التّصريحات في ترميم السّدود وتنظيم البنية التّحتيّة، ودعا المحتجون مدن الشّرق الليبي وعلى رأسها مدينة بنغازي إلى "الانتفاض على البرلمان والخروج ضدّه".

وفي بيان ألقاه المحتجون "طالبوا بعقد مؤتمر دولي حول إعمار المدينة تحت رقابة الأمم المتحدة" (كأنّهم فقدوا الثقة تمامًا بسياسييهم..)، كما طالبوا "بإسراع عملية تعويضهم وتوكيل شركات أجنبية بمشاريع إعادة الإعمار"، كما طالب المتظاهرون النائب العام الليبي بتولي التحقيق في مأساة درنة ومحاسبة كل المسؤولين "الذين تم تنصيبهم رغم رفض الأهالي لهم" على حدّ تعبيرهم.

وبث ناشطون ووسائل إعلام ليبية، مساء الإثنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو لمظاهرة أمام مسجد الصحابة بمدينة درنة تطالب بإسقاط مجلس النواب، وبوحدة الأراضي الليبية.