السفير المغربي في حوار مع "السوسنة": 120 اتفاقية بين الأردن والمغرب

mainThumb

11-04-2024 07:04 PM

عمّان- السّوسنة (خاص)

السفير المغربي: أواصر الأخوة والصّداقة تاريخية ومتينة بين المملكتين

السفير المغربي: أنوّه بالموقف الثابت للأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني بخصوص دعم الوحدة الترابية

السفير المغربي يشيد بالسياسات الحكيمة لجلالة الملك عبد الله الثاني، ودوره في تعزيز التضامن العربي ودعم مسيرة العمل العربي المشترك

السفير المغربي: مواقف المملكة المغربية ثابتة وراسخة تجاه القضية الفلسطينية 

السفير المغربي: للمغرب والأردن أدوار هامة وتكاملية خدمةً للقضية الفلسطينية وملف القدس الشريف، انطلاقًا من رئاسة، الملك محمد السادس، للجنة القدس، والوصاية الهاشمية التي يتولاها الملك عبد الله الثاني عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

السفير المغربي: نجدد التأكيد على أهمية الوصاية الهاشمية، ودورها الرئيس في حماية المقدسات والهوية العربية الإسلامية والمسيحية في القدس


قال السفير المغربي في عمّان الدكتور فؤاد أخريف إنّ العلاقات بين المملكة المغربية والمملكة الأردنية الهاشمية، تستند إلى أواصر الأخوة والروابط التاريخية المتينة، التي قوامها التعاون المثمر والتضامن الفعال والتنسيق والتشاور المستمر.
وأضاف السفير أخريف في حوارٍ شامل مع "صحيفة السوسنة" الأردنية أنّ: "العلاقات بين الأردن والمغرب تعد نموذجًا يحتذى به في العلاقات العربيّة– العربيّة سواء على مستوى التنسيق أو وحدة المواقف، تجاه القضايا التي تهم البلدين وقضايا المنطقة بشكل عام، وهناك حرص مشترك على تقوية هذه العلاقات والارتقاء بها إلى مستوى تطلعات العاهلين الكريمين".
وتاليًا تفاصيل الحوار:
(.. يطيب لي بداية، أن أستهل هذا الحوار الصحفي مع صحيفتكم الغراء، بتقديم أحر التهاني والتبريكات إلى صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، حفظه الله، وإلى الشعب الأردني الشقيق، بمناسبة الاحتفال باليوبيل الفضي لتولي جلالته، سلطاته الدستورية، وكذا بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد أعاده الله على بلدينا الشقيقين وعلى أمتنا العربية والإسلامية بمزيد من الرخاء والاستقرار والسلام....)

العلاقات السياسية:
قال السفير أخريف: "إنّ ما تحظى به هذه العلاقات من رعاية ملكية سامية من طرف العاهلين الكريمين حفظهما الله، يعطي زخمًا قويًا لمسارات التعاون المشترك وبعدًا جديدًا لها. وتعود العلاقات الدبلوماسية إلى منتصف القرن العشرين وتحديدًا سنة 1956، غداة استقلال المغرب، وهي علاقات تاريخية متينة تمَ إرساء أسسها من طرف المغفورين لهما الملك الحسن الثاني والملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراهما".
وأضاف السفير المغربي في حواره مع "السّوسنة": "جاءت المشاركة الأردنية المتميزة في المسيرة الخضراء المظفرة، سنة 1975، لاسترجاع المغرب أقاليمه الجنوبية، وبوفد هام ضم 41 شخصية رفيعة المستوى، ليجسد التضامن الموصول بين البلدين في قضاياهما الوطنية. وفي هذا الصدد، لا بدَّ من التنويه بالموقف الثابت والراسخ للأردن الشقيق، بقيادة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، بخصوص دعم الوحدة الترابية للمغرب، وهو الموقف النبيل الذي ما فتئت تجدد المملكة الشقيقة التأكيد عليه في جميع المناسبات وفي مختلف المحافل الإقليمية والدولية، يقابله موقف مغربي مبدئي وموصول، قوامه الوقوف مع الأردن الشقيق، بما يصون أمنه ويحفظ استقراره ووحدة أراضيه".
وتابع السفير أخريف: "بطبيعة الحال، تقوّت هذه العلاقات عبر السنين، وتطورت في ظل القيادة الحكيمة لصاحبي الجلالة الملك محمد السادس، وأخيه الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، وبالنظر لوزن البلدين ودورهما الفعال في المنطقة وما تحظى به القضية الفلسطينية وموضوع القدس الشريف من عناية خاصة لدى العاهلين الكريمين (رئاسة لجنة القدس/ الوصاية الهاشمية)، يظل التنسيق المستمر والتشاور القائم بين المملكتين حول جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك نهجًا متأصلًا وراسخًا في علاقاتهما الثنائية. فالأردن من الدول الرئيسة والمحورية في منظومة العمل العربي المشترك والمنظومة الإقليمية. وهي مناسبة للإشادة بالسياسات الحكيمة للملك عبد الله الثاني، ودوره الكبير في تعزيز التضامن العربي ودعم مسيرة العمل العربي المشترك ".

التعاون الثنائي:
وفيما يتعلق بالتعاوان الثنائي بين المملكتين في شتى المجالات، قال السفير أخريف: "يجمع البلدين شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد، تشمل إقامة مشاريع ملموسة في مجالات محددة كالطاقة المتجددة والزراعة والسياحة، إضافة إلى تبادل الخبرات في مجالات التأهيل المهني في التخصصات المرتبطة بقطاعات السياحة والصناعات الغذائية والبناء والأشغال العامة وإدارة الموارد المائية. وقد جاءت زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني إلى المغرب بتاريخ 27 مارس/آذار 2019 لتعطي لهذه الشراكة زخمًا جديدًا وبعدًا ملموسًا".
وكشف عن وجود ترسانة قانونية مهمة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين والتي تزيد عن 120 اتفاقية تؤطر علاقات التعاون بين البلدين، تغطي كافة المجالات السياسية والاقتصادية والصحية والتعليمية والثقافية والإعلامية والسياحية والطاقة والمعادن والرياضية والتعاون العسكري والشؤون الاجتماعية.مشيراً الى أنه يتم، حاليا، التركيز على دعم وتطوير علاقات البلدين على المستوى التجاري والاقتصادي في ظل إطار قانوني جاذب ووجود فرص استثمارية كبيرة بين الجانبين، كما نعمل على معالجة أية صعوبات قد تواجه حركة انسياب التجارة وتسهيل عمل التجار والمصدرين والمستوردين الأردنيين من وإلى المغرب.
وبين السفير المغربي في حواره مع "السّوسنة" أنّ هناك قواسم مشتركة بين البلدين وتشابه في القطاعات الاقتصادية الحيوية كالسياحة والتجارة والخدمات والفوسفاط والنسيج وصناعة الأدوية، وهي مجالات تحظى بالأولوية لدى البلدين، وتفتح الباب أمام شراكات واعدة. إذ يضطلع التعاون الثقافي بين البلدين، منذ منتصف السبعينيات، بدور جد مهم في تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين، والتعريف بحضارة وثقافة كل واحد منهما، حيث تخرج من جامعات البلدين عدد كبير من الطلبة بصم أغلبهم على مسار جامعي متميز كما يتبوؤون مناصب مهمة في بلدهم، ظلت صلة وصل تخدم الشعبين والبلدين.
وقال: "هناك جالية مهمة وعدد من الطلبة الأردنيين في جميع التخصصات بالمغرب، في مقابل اندماج عدد كبير من المواطنين المغاربة في المجتمع الأردني، يساهمون في تعزيز الروابط والعلاقات بين البلدين الشقيقين.عمومًا فإن آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين تظل واعدة ومبشـرة ونعول على الجهود المشتركة للدفع بها إلى مستويات أعلى وأرحب".


تطورات قضية الصحراء المغربية:
وفيما يتعلق بقضية الصحراء، قال السفير أخريف في حواره مع السوسنة إنّه: "بفضل الرؤية الثاقبة لجلالة الملك محمد السادس، شهدت قضية الصحراء المغربية تطورات ايجابية، تمثلت في دعم عربي ودولي واسع للموقف المغربي ولمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، باعتباره حلا وحيدا لإنهاء هذا النزاع الإقليمي المفتعل.وقد توجت الجهود الدبلوماسية المغربية وكذا الاقتناع الدولي الواسع بجدية ومصداقية وشرعية الموقف المغربي، بافتتاح عدد مهم من القنصليات بالأقاليم الجنوبية المغربية بلغ أكثر من 30 قنصلية عامة بمدينتي الداخلة والعيون بالصحراء المغربية، من بينها قنصلية عامة للمملكة الأردنية الهاشمية بمدينة العيون".
وأضاف : "إنّ القرار الأمريكي بالاعتراف بالسيادة الكاملة والتامة للمغرب على صحرائه، والذي يندرج في إطار الدعم الدولي القوي للموقف المغربي ولمبادرة الحكم الذاتي، يشكل تتويجًا للعمل الجاد لدبلوماسية فاعلة واستباقية وطموحة، تعمل وفقًا للرؤية المتبصـرة للملك محمد السادس".
وبخصوص آخر التطورات المرتبطة بهذه القضية الوطنية، أشار السفير المغربي إلى زيارة ستافان دي ميستورا المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، إلى المغرب يوم 04 أبريل الجاري، في إطار جولة إقليمية لدى الأطراف الواردة في قرار مجلس الأمن 2703، من أجل إعادة إطلاق العملية السياسية للموائد المستديرة بمشاركة المغرب والجزائر وموريتانيا و"البوليساريو"، باعتبارها الإطار الوحيد الذي حددته قرارات مجلس الأمن للتوصل إلى حل سياسي وواقعي وعملي ودائم وقائم على التوافق. وكانت هذه الزيارة مناسبة ذكّر فيها الجانب المغربي بثوابت موقف المغرب، كما جدد التأكيد عليها الملك محمد السادس، للأمين العام للأمم المتحدة، وهي: لا عملية سياسية خارج إطار الموائد المستديرة التي حددتها الأمم المتحدة، بمشاركة كاملة من الجزائر؛ لا حل خارج إطار المبادرة المغربية للحكم الذاتي؛ لا عملية سياسية جدية، في وقت ينتهك وقف إطلاق النار يوميًا من قبل مليشيات "البوليساريو".
وقال :"عمومًا فإن المغرب يظل، بقيادة جلالة الملك، معروفٌ بتشبثه بالسلام وباليد الممدودة لتجاوز هذا النزاع الإقليمي المفتعل، لكن دون التفريط في توابثه الاساسية وقضاياه الوطنية العليا".

المغرب والقضية الفلسطينية:

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قال السفير المغربي: "إنّ القضية الفلسطينية بالنسبة لنا في المغرب، في مرتبة قضية الصحراء المغربية، كما قال جلالة الملك، وفي صدارة اهتمامات السياسة الخارجية للمملكة المغربية. وإن المغرب يرى أنّ الوضع الحالي في الشـرق الأوسط سببه استمـرار القضية الفلسطينية بدون حل منذ عقود في ظل غياب الحل السياسي للصـراع الفلسطيني الإسرائيلي. فقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل على حدود الرابع من يونيو/ حزيران لعام 1967، كفيل بإخراج المنطقة من منطق الصـراع إلى منطق العيش المشترك في أمن وسلام وفي كنف الازدهار والرخاء".
وأضاف أن: "الظروف التي تمر بها القضية الفلسطينية حاليًا تستدعي كما قال جلالة الملك محمد السادس، في كلمته إلى القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، التي انعقدت بالرياض، بالمملكة العربية السعودية في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، التعامل معها "من منطلق المسؤولية التاريخية، التي تحتم علينا الانطلاق من بعض المسلمات البديهية: فلا بديل عن سلام حقيقي في المنطقة، يضمن للفلسطينيين حقوقهم المشروعة، في إطار حل الدولتين؛ ولا بديل عن دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية؛ ولا بديل عن تقوية السلطة الفلسطينية، بقيادة أخي الرئيس محمود عباس أبو مازن؛ ولا بديل عن وضع آليات لأمن إقليمي مستدام، قائم على احترام القانون الدولي والمرجعيات الدولية المتعارف عليها". انتهى الاقتباس عن كلمة جلالته. .. "
وتابع :"تظل مواقف المملكة المغربية، بقيادة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، ثابتة وراسخة وواضحة بضـرورة إيجاد حل لهذا الصـراع من خلال تلبية طموحات الشعب الفلسطيني وتطلعـاته، في إقامة دولته المستقلة القابلة للحياة ووفق حل الدولتين المتوافق عليه دوليًا. فالسلام، كما سبق لجلالة الملك، أن أكد في مناسبات مختلفة، وسيبقى هو الخيار الاستراتيجي لشعوب المنطقة، وهو السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار لجميع شعوبها وحمايتها من دوامة العنف والحروب".
وقال السفير: "ولتحقيق هذا الهدف، يواصل، المغرب بقيادة جلالته، جهوده واتصالاته ومساعيه مع الفاعلين الدوليين، من أجل ضمان إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، والتأكيد على ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي لمدينة القدس، حتى تظل فضاء للتساكن والتسامح ينعم فيه أتباع الديانات السماوية الثلاث بالأمن والاستقرار.وتنفيذا لتوجيهات جلالته السامية، تعمل المملكة المغربية على توظيف جميع إمكانياتها وقدراتها لمساندة الأشقاء الفلسطينيين في سعيهم لنيل حقوقهم المشروعة، وإقامة دولتهم، وبناء مؤسساتهم، وتثبيت صمودهم على أرضهم، سواء على المستوى الثنائي أو عبر وكالة بيت مال القدس الشريف، الذراع الميدانية للجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي. كما يعمل المغرب من خلال وكالة بيت مال القدس الشـريف، وبإشراف شخصـي ومتابعة مباشرة من جلالة الملك محمد السادس، على دعم صمود المقدسيين وتوفير الظروف المناسبة لعيشهم الكريم، من خلال مبادرات تستهدف بالخصوص دعم الحقوق العربية والإسلامية في المدينة المقدسة، وعبر تمويل مشاريع متعددة في قطاعات مختلفة كالصحة والتعليم والإسكان والحفاظ على التراث الديني والحضاري للقدس الشريف".
واضاف: "ينبغي أيضًا الإشارة إلى المساعدات الغذائية والإنسانية الأخيرة التي قدمتها المملكة المغربية، بتعليمات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ، خلال هذا شهر رمضان المبارك للتخفيف من معاناة السكان الفلسطينيين جراء تداعيات الحرب في قطاع غزة، والتي استفاد منها سكان القطاع وكذا أهالي مدينة القدس الشريف. كما يجدر التنويه بأن المغرب والأردن، كما سبق لي أن ذكرت، يضطلعان بأدوار هامة وتكاملية خدمة للقضية الفلسطينية وملف القدس الشريف، انطلاقًا من رئاسة، الملك محمد السادس، للجنة القدس، والوصاية الهاشمية التي يتولاها الملك عبد الله الثاني عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس. وهنا نجدد التأكيد على أهمية هذه الوصاية الهاشمية التي يتولاها جلالته، ودورها الرئيس في حماية هذه المقدسات، وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية ".


كلمة أخيرة:
أشكر في الختام منبركم الإعلامي الموقر على هذه الفرصة التي أتاحها لي للتواصل مع قرائكم الكرام، متمنيًا للشعب الأردني الشقيق مزيدًا من النماء والرفعة والرخاء، في ظل القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، حفظه الله.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد