صحيفة السوسنة الأردنية

قبل اسابيع حضرت ليان احدى حفيداتي من الولايات المتحدة وطبعا لصغر سنها لا تتكيف مع كبار السن امثالي بسهولة وتحايلت عليها مطولا حتى قبلت ان أحاورها وأكلمها إلى ان اصبحنا اصدقاء ،
وبالأمس ذهبت وأياها في رحلة إلى منطقة العشة على ضفاف اليرموك التاريخ والشعلة والمنارة ،
ووقفت على الضفة اليتيمة لنهراليرمـــوك- فليس إلى ضفته الأسيرة سبيل-
وبدات أفكر ماذا أقول لها وكيف أبدا بالحديث معها وانا اعرف تماما انها لن تفهم ما أقول لها اليوم عن التاريخ والجغرافيا لمنطقة شهدت أحداثا غيرت وجهة التاريخ على هذا النهر العظيم في مسماه وموقعه
فلم اجد أبلغ وأجمل ما خلـََّـده الشاعر العربي اللبناني البروفيسور أنيس الخوري عن معركة اليرموك بهذه القصيدة الرائعة:.

على اليرموك قفْ واقرَ السلامـا
وقلْ يا نهرُ هل هاجتك ذكـــــرى
هنا الإسلامُ ضـــــــاء له حُـسامٌ
وهَـبَّ أبوعبيدة مثـل ليـــــــث
فأصلى الرومَ حربـــا أيَّ حرب
وسارَ على روابي الشام يخطو
بربِّـك أيها النـــــــهرُ المُـفـدَّى
أيُـشرقُ نجمُـــنا مــن بعـد ذل
أجبني هل يفيقُ الشرق حقـــا
وكلـِّـمْه ُ إذا فهم الكلامــــــــــــــا
شجت قلبي وهيَّـجت الغرامــــــا
غداة استـلَّ خالدُه الحُـسامــــــــا
يقودُ وراءه الموتَ الزؤامــــــــا
وفلَّ بعزمه الجيش الـُلهامــــــــا
تخِـرُّ له الرُبا هامــا ً فهامـــــــــا
بربِّك قلْ ولا تخشى الملامــــــــا
ويعلوبعد أن لحقَ الرغامـــــــــا
وينهضُ بعد أن أغفى ونامـــــــا

وبعد ما ان انتهيت من قراءة الأبيات لها وعدتها ان اكتبها على صفحتي لتحتفظ بها وتحفظها بعد ان تكبر وتفهم معانيها
لان هناك النصر والتاريخ والطريق إلى حطين وعين جالوت والى غزة
ورجوتها ان تتذكر ولا تنسى ان في الجانب الاخر كيان غاصب ومحتل وان تذهب إلى الضفة الأخرى من النهر بعد تحريرها من الاحتلال النازي الجديد وتستعيد هذه اللحظات وتقرا الفاتحة على ارواحنا
والى رحلة اخرى لاستكمال الوصايا للأحفاد
باذنه تعالى ؟؟؟