صحيفة السوسنة الأردنية

استمعت صباح اليوم لمحاضرة للدكتور الفيلسوف المؤرخ ايلي ابو سمرة استاذ الفلسفة والتاريخ في الجامعات اللبنانية والأجنبية وعضو منتدى جبيل الثقافي في لبنان وكانت المحاضرة في دبي
والذي استوقفني حجم العمق التاريخي في تفسير المسميات لأسماء ومدن وبلدات عربية واجنبية (جبيل ، ادونيس ، بيبلوس، بعلبك وكذلك مدن أوروبية وأميريكية (ميامي اريزونا فيلادلفيا، وغيرها ) وكان التركيز على جبيل المدينة التاريخية والتي تقع شمال بيروت على شاطئ المتوسط.
وكنت قد كتبت عنها خاطرة متواضعة من خلال اكثر من زيارة لها ولقلعتها الأثرية وإقامتنا في فندق (احيرام )وهم اسم له دلالة على شاطئها الجميل وزيارتنا لبلدات عمشيت واده وغيرها في قضاء جبيل ،
وطبعا كما هو معروف ان هناك بلدات ومدن تاريخية في الأردن وعلى راسها فيلادلفيا وهو الاسم التاريخي للعاصمة عمان وهناك المدرجات الروماني في اكثر من موقع في بلاد الشام.
ولما كانت فيلادلفيا القاسم المشترك في المحاضرة مع اكثر من بلد والتي تعني كما اشار الدكتور ابو سمرة في المحاضرة ان (فيلا باليونانية المحبة ودلفي المكان ) بمعني مكان او مدينة المحبة،
وبالتاكيد هناك القصور مني في عدم معرفة معاني المدن التاريخية وخاصة انها لها ارتباط بلغات قديمة (الآرامية والسنسكريتية والسريانية وغيرها ) والبتراء من عجائب الدنيا وكذلك مدن الديكابوليس العشر الرومانية والتي للاردن النصيب الأكبر منها المنتشرة في بلاد الشام.
والذي ادهشني في حديثه رويته الثاقبة لمفهوم الثقافة وإسقاط كل أبعادها الفنية والرياضية والعلمية والمعرفية وغيرها على الحضارات القديمة والحديثة وتفسير ذلك بلغة محكية بسيطة، ولم يتحيز لطرف بل كان محايدا كباحث وهذه سمة العلماء في التواضع حيث اشار ان هذه وجهة نظره من زاوية بحثية تاريخية فلسفية ولديه الاستعداد لسماع وجهة نظر الآخرين باحترام وتقدير حتى لو اختلفوا معه.
وكرر اكثر من مرة في محاضرته ان هناك الكثير ممن يعرفون ويعلمون اكثر منه ويتعلم منهم
وسواء اتفقت او اختلفت معه فيما يطرحه من أقصى اليمين او اليسار لابعاد سياسية او طائفية او مذهبية فلن تشهد في جبيل سوى لغة واحدة وابتسامة بريئة من الجميع وبيوتهم مفتوحة للضيوف دون معرفة مسبقة ولنا تجارب عديدة بالإقامة فيها لأسابيع ولمرات متكررة ؟؟؟.