صحيفة السوسنة الأردنية

قبل ان نبدا في الحديث عن الموضوع نود ان نتذكر سويا ان صداقات الفيس بوك جميلة وممتعة اذا فهمت في سياقها البسيط ، وقد تمتد لسنوات وقد لا يلتقي الصديقان يوما ما سوى على الصفحة
ولكن (. وَقَد يَجمَعِ اللَهُ الشَتيتَينِ
بَعدَ مايَظُنّانِ كُلَّ الظَنِّ أَلّا تَلاقِيا )
كما انشد قيس ابن الملوح في حب ليلى ..
وكلما كان هناك توافق في الافكار والاهتمامات وتقبل الراي والراي الاخر ،كلما طالت وتعمقت مدة الصداقة، على ان تكون متبادلة بالاحترام والتفاعل وبالاتجاهين،
وفي المقابل عندما يتقدم البعض بطلبات الصداقة على الفيس بوك دون تدقيق في هوية الشخص المطلوب صداقته وانما مجرد هواية ليس الا، ويختفي طالب الصداقة مجرد الموافقة على الطلب ويصبح الصديق الافتراضي الجديد في مقبرة الاعداد للتفاخر بانه وصل الى الحد الاقصى المتاح من الاصدقاء على صفحته ،ولا مجال لصداقات جديدة،
وقد يهدد بدفن بعض الاصدقاء للتجديد وخاصة اذا كان المطلوب الجديد لصداقته من كبار القوم،
وهذه السلوكيات تحمل في طياتها وتداعياتها تفسيرات عدة ومنها ان صاحب هذه الهواية قد يكون لديه امراض نفسية وهي بالمناسبة ليست بخطيرة في بداياتها ،وينصح صاحبها بمراجعة طبيب نفسي حتى لا تتطور الحالة لدرجة يصعب معها العلاج ،
ومن الاسباب الاخرى وهي نفسية ايضا ،ان البعض يعتبر نفسه اكبر من الاخرين وعليهم ان يتابعوه بالاعجابات والمديح،وهذه مشكلة نفسية كبيرة يصعب علاجها بسهولة،
ولكن على اصحاب هذه الحالات التدقيق في السلوك الايجابي لغيرهم على الفيس بوك ،وليشهدوا التواضع والايثار والاحترام والتفاعل مع الجميع ومن الجميع بروح الصداقة الافتراضية ،
ومن الاسباب الاخرى قد تكون ضعف المهارات الفردية لدى البعض لاسباب عديدة في استخدام المنصات الرقمية، وهذا يحتاج الى تدريب ذاتي او الاستعانة بالابناء والاحفاد،
وانا اول من استعنت واستعين بالاحفاد لتطوير مهاراتي للتعامل مع التلفون الذكي ، لاني من جيل عندما كان التلفزيون الاسود والابيض غاية الاماني والسعادة والذي لم يكن متاحا الا في المقاهي الراقية، وبحاجة الى حجز مقعد في المقهى لحضور مباراة كرة قدم مسجلة من الدوري الانجليزى على سبيل المثال وبعد اسبوع من انتهائها ،
وقد تكون هناك مسببات واسباب اخرى بالتاكيد لا اعرفها ،واترك للمتابعين اضافتها ؟؟