غوغل ترفض منح الناشرين التحكم ببياناتهم

mainThumb

31-05-2025 10:03 AM

وكالات - السوسنة

كشفت وثائق صدرت في آيار/ مايو الجاري عن تفاصيل في قضية احتكار شركة «غوغل» لسوق البحث في الولايات المتحدة، أوضحت أن الشركة رفضت منح الناشرين خيار منع استخدام بياناتهم لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، مع استمرار ظهور محتواهم في نتائج البحث.

وقالت الوثائق إن «غوغل» اعتبرت أن السماح للناشرين بالتحكم في استخدام بياناتهم قد يعرقل جهودها في تحقيق الأرباح، لتضع الناشرين أمام خيارين: إما السماح باستخدام بياناتهم لتدريب الروبوتات الذكية، أو الاختفاء من محركات البحث. هذا الموقف أثار تساؤلات حول تأثير استخدام محتوى الناشرين من قبل «غوغل».

مات روجرسون، مدير السياسات العامة في صحيفة «فاينانشيال تايمز»، وصف القرار بأنه يجعل الناشرين «إما ينسحبون تمامًا من نتائج البحث أو يسمحون باستخدام محتواهم دون تعويض»، معتبراً أن هذا الاتجاه يضر بالسوق التي تعتمد على محتوى عالي الجودة لتدريب الذكاء الاصطناعي مستقبلاً.

من جهته، أكد الدكتور السر علي سعد، أستاذ الإعلام الجديد بجامعة أم القيوين في الإمارات، أن سياسة «غوغل» تعمق الشكوك لدى الناشرين بشأن استغلال الشركة هيمنتها في السوق لفرض شروط أحادية الجانب، مما يضعف الشراكة التاريخية بين الطرفين التي كانت تعتمد على تبادل المنفعة، حيث يضمن المحتوى حرية الظهور في البحث. وأضاف أن العلاقة تحولت إلى صراع مع فرض «غوغل» شروطاً غير متوازنة دون تفاوض حقيقي.

وحذر سعد من تداعيات هذا الاتجاه على المحتوى الإعلامي، مشيراً إلى احتمال تقليل بعض الناشرين استثماراتهم في المحتوى العميق أو التحقيقات المكلفة إذا لم يحصلوا على تعويض مناسب، مما قد يضعف التنوع الإعلامي.

أما عن الحلول المتاحة، فأوضح سعد أن الناشرين أمام خيارات قانونية تشمل رفع دعاوى استناداً إلى قوانين الملكية الفكرية مثل DMCA في الولايات المتحدة أو تشريعات الاتحاد الأوروبي DSM Directive. كما يمكنهم الضغط على الجهات التشريعية لسن قوانين تلزم «غوغل» بالتعويض، كما حدث في أستراليا وكندا. وأضاف أن الناشرين يمكنهم تقنياً حظر زحف الذكاء الاصطناعي عبر ملف robots.txt، لكن «غوغل» قد تتجاهل ذلك أو تخفض ترتيب الموقع في نتائج البحث، كما يمكن الاعتماد على نماذج الاشتراك لتقليل الاعتماد على الإعلانات.

يأتي ذلك في ظل حكم صادر عن قاضٍ أميركي في أغسطس الماضي، قضى بأن «غوغل» تحتكر سوق البحث بشكل غير قانوني، بينما أطلقت هيئة المنافسة والأسواق البريطانية تحقيقاً مستقلاً في هيمنة «غوغل» على السوق.

يُذكر أن «غوغل» توفر أداة تُدعى «Google-Extended» تسمح للناشرين بمنع روبوتات الذكاء الاصطناعي مثل «جيميناي» و«فيرتيكس» من استخدام محتواهم دون إذن، لكنها لا تمنع استخدام المحتوى في ملخصات الذكاء الاصطناعي الظاهرة في نتائج البحث. ولهذا، يُضطر الناشرون لحظر «غوغل بوت» بالكامل، ما يعني اختفاء محتواهم من نتائج البحث.

وفي تعليق له، رأى فادي رمزي، مستشار الإعلام الرقمي والمحاضر بالجامعة الأميركية في القاهرة، أن الأزمة بين «غوغل» والناشرين تعود إلى نموذج الهيمنة والاحتكار الذي يمنح الشركة القدرة على فرض شروطها، مؤكداً أن الخيارات أمام الناشرين محدودة جداً، وأن إصدار تشريعات ملزمة بات ضرورة قانونية لأن الناشرين بمفردهم لا يمكنهم مواجهة «غوغل» . 

إقرأ المزيد : 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد