جدل أمني وسياسي يحيط بسفارة الصين بلندن

mainThumb

08-08-2025 10:23 AM

السوسنة - يشهد مشروع بناء سفارة صينية ضخمة في قلب العاصمة البريطانية لندن تصاعدًا متزايدًا في الجدل السياسي والأمني، في ظل تحذيرات من مخاطر محتملة تتعلق بالتجسس وتنامي النفوذ السياسي، بينما تحاول الحكومة البريطانية الموازنة بين متطلبات الأمن القومي والحفاظ على علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع بكين.

يقع المشروع في موقع حساس قرب برج لندن، في منطقة كانت تضم دار سك العملة الملكية سابقًا، وقد اشترته الصين عام 2018 مقابل 225 مليون جنيه إسترليني، بمساحة 20 ألف متر مربع. ويُخطط لأن يكون مقرًا دبلوماسيًا ومركزًا ثقافيًا، من تصميم المهندس البريطاني ديفيد تشيبرفيلد.

لكن المشروع، الذي اعتُبر في بدايته خطوة معمارية طموحة، تحوّل لاحقًا إلى مصدر قلق داخلي وخارجي، حيث حذر معارضون صينيون من احتمال استخدام المبنى في مراقبة الجاليات الصينية وقمع الأصوات المعارضة في بريطانيا. كما أعرب سكان المنطقة عن خشيتهم من أن يصبح المبنى بؤرة احتجاجات دائمة ومصدرًا للاضطراب الأمني.

سياسيون محافظون حذروا بدورهم من أن موقع المشروع القريب من مؤسسات مالية وشبكات اتصالات رئيسية، قد يوفر فرصة لأنشطة تجسس، في حين أوصت وزارتا الداخلية والخارجية البريطانية بإنشاء "حاجز أمني صلب" حول المبنى وتعزيز الوجود الأمني الدائم، تحسبًا لتظاهرات متوقعة.

وفي السياق ذاته، وصفت وزيرة الإسكان البريطانية أنجيلا راينر المشروع بأنه "ملف ذو حساسية عالية"، مطالبة بكشف تفاصيل غامضة، خاصة تلك المتعلقة بغرف غير معروفة الوظيفة في قبو المبنى. وقد يؤدي هذا إلى تأجيل الموعد النهائي للموافقة على المشروع، والمقرر في 9 سبتمبر، في حال استدعت الحاجة إجراء مشاورات عامة إضافية.

يُذكر أن بلدية "تاور هامليتس" كانت قد رفضت المشروع عام 2022 لدواعٍ أمنية وسياحية، لكن الصين أعادت تقديم الطلب بعد فوز حزب العمال بالانتخابات العامة في 2024، ما دفع راينر إلى تحويل الملف إلى الحكومة المركزية.

من جانبها، أكدت السفارة الصينية، التي تتخذ من شارع بورتلاند مقرًا لها منذ القرن التاسع عشر، أن المشروع يهدف إلى "تعزيز التفاهم والصداقة" بين الشعبين، واعتبرت التحذيرات الأمنية "ذرائع تستخدمها قوى معادية للصين"، ووصفتها بأنها "تحرك دنيء سيفشل".

وفيما يبدو أنه رد دبلوماسي من بكين، قامت الحكومة الصينية بتجميد طلب بريطانيا المتعلق بإعادة بناء سفارتها في العاصمة الصينية، ما أضاف بُعدًا جديدًا للتوتر المتصاعد بين الجانبين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد