بابا الفاتيكان يشكر الرب لامتلاك اليهود أرض أجدادهم

mainThumb

14-05-2008 12:00 AM

في الوقت الذي يحي فيه الشعب الفلسطيني الذكرى الـ 60 لنكبته واغتصاب أرضه على أيدي عصابات القتل والإرهاب الصهيونية التي أرتكبت بحقه المجازر والمذابح، أعرب بابا الفاتيكان بندكت السادس عشر، عن أمنياته الصادقة بمناسبة "الذكرى الستين لإقامة دولة إسرائيل"، "شاكرا الرب لامتلاك اليهود أرض أجدادهم".

وكاننحو 760 ألف فلسطيني أجبروا على مغادرة مدنهم وقراهم قبيل إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948.

ويناهز عدد المتحدرين من هؤلاء اللاجئين 4،5 ملايين شخص، ويشكل مصيرهم القضية الأكبر في النزاع العربي الإسرائيلي، وخصوصا أن إسرائيل ترفض عودة هؤلاء إلى أراضيهم. وجاءت تصريحات البابا، لدى تسلمه أوراق اعتماد السفير الإسرائيلي الجديد لدى الفاتيكان مردخاي لوي، وهو الخامس منذ إقامة العلاقات بين الدولة العبرية والفاتيكان في العام 1994. ودعا البابا إلى "سلام عادل يحل النزاع" الإسرائيلي الفلسطيني، طالبا من السفير الإسرائيلي "حث حكومته على السعي لتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني"، وان تسمح إسرائيل للفلسطينيين "بالانتقال إلى أماكن صلاتهم".

وتابع البابا إن الفاتيكان "يأمل في أن يحل فرح أعظم سريعا حين يعم سلام عادل يقود إلى تسوية النزاع مع الفلسطينيين". وأشار إلى "حاجة إسرائيل المشروعة إلى الأمن والدفاع"، مشددا على أن "لكل شعب الحق في امتلاك فرصة بالازدهار".

في غضون ذلك، أعلنت حركة حماس أنها ستنظم تظاهرة غاضبة غدا باتجاه معبر بيت حانون (ايريز) في شمال قطاع غزة للتعبير عن رفض "النكبة الجديدة" المتمثلة بالحصار المفروض على قطاع غزة.

وفي رام الله بالضفة الغربية، قالت اللجنة العليا الفلسطينية لإحياء ذكرى النكبة، أن الفعاليات التي بدأتها قبل أيام ستتوج غدا الخميس بمهرجان مركزي حاشد في رام الله.

وستتزامن هذه المسيرة مع خطاب الرئيس الأمريكي جورج بوش في الكنيست الاسرائيلي بمناسبة الذكرى الستين لقيام الدولة العبرية، والذي سيشارك الى جانب قادة دول اجنبية عدة في الاحتفالات الاسرائيلية.

وتعمل مجموعة من الناشطين الفلسطينيين على إطلاق 21915 بالون أسود ، عدد الأيام التي أنقضت منذ النكبة، غدا من مدن بيت لحم والقدس ومخيم قلنديا القريب.

وستحمل هذه البالونات رسائل من أطفال فلسطين إلى أطفال العالم لتذكرهم بحق الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم التي طردوا منها.

نقص عدد المسيحيين

كما بحث البابا مع سفير دولة الاحتلال المخاوف بشأن التراجع المقلق في عدد السكان المسيحيين في الشرق الأوسط، ومن ضمنه إسرائيل بسبب الهجرة.

وجدد البابا دعوته إلى حل المشاكل حول أملاك الكنيسة والضرائب وتخفيف القيود على تأشيرات الدخول لرجال الدين الكاثوليك.

وكان البابا قد حذر في خطاب سابق له الأوربيين من انحسار الهوية المسيحية لأوروبا في ظل انخفاض معدل المواليد، وزيادة عدد المسلمين.

وطالب بندكت بضرورة تاكيد الهوية المسيحية لأوروبا في العصر الحديث خاصة وأنها تعاني من هجر الطقوس الكنسية وقلة المواليد وثقافة تجاوزت السيطرة.

وقال البابا مخاطبا الاوروبيين :" إن مستقبل اوروبا المسيحية كئيب وينذر بالخطر خاصة إذا لم تنجبوا الاولاد وتقيموا شريعة الرب"، مضيفا أن هذا هو سبيل أوروبا اذا ارادت ان تكون حضارتها في مستوى تحديات الالفية الثالثة.

وتناغم تحذير البابا مع تقارير يهودية حذرت هي الأخرى من تضاؤل عدد اليهود في أوروبا وتراجع تأثيرهم السياسي في الدول التي يعيشون فيها، وذلك في الوقت الذي تتزايد فيه قوة المهاجرين المسلمين في تلك الدول.

وقال تقرير أصدره "معهد تخطيط سياسة الشعب اليهودي" للعام 2007 ، أن عدد يهود أوروبا يتناقص من عام إلى آخر وأن "المجتمعات اليهودية الأوروبية آخذة بالاختفاء" بسبب الهجرة والانصهار في المجتمعات التي يعيشون بينها ولكونهم مجموعة سكانية مسنة، وأن مجموعات يهودية كثيرة في أوروبا يتوقع أن تتقلص أو حتى أنها ستختفي بالكامل.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن التقرير قوله: "أن المجموعات اليهودية أخذت تضعف وتفقد قوة تأثيرها السياسي مقابل تصاعد قوة المهاجرين المسلمين".

ويفيد التقرير إنه فيما كان عدد اليهود في أوروبا 1.6 مليون في العام 2001 أصبح عددهم اليوم مليون و155 ألفا، ويتوقع أن يطرأ انخفاضا آخر على عدد اليهود بحلول العام 2020 ليصبح عدد يهود أوروبا مليون و30 ألفا.

العلاقة بين الكنيسة واليهود

كانت الكنيسة تنظر لليهودية على مدار القرون الماضية على أنها دين الماضي، فهي لم تعد شريعة سارية بعد أن نسخها العهد الجديد. كما اتهمت الكنيسة اليهود بأنهم قتلة المسيح؛ وهو ما جعل الأرض ممهدة لكراهية اليهود.

كما استمر توتر العلاقات بين الفاتيكان وإسرائيل منذ الحقبة النازية حتى حلول عام 1994 عندما أقيمت علاقات دبلوماسية بين البلدين، إلا أن الفاتيكان أصر على رأيه بأن سيطرة اليهود على القدس أمر غير أخلاقي وغير قانوني، وهو الموقف الذي يصعب التخلي عنه في ظل رعاية الفاتيكان للمسيحيين العرب هناك.

ولكن بابا الفاتيكان السابق يوحنا بولس الثاني، وفي خطوة تاريخية لم يكن يحلم بها اليهود، اعترف عام 2000 بذنب الكنيسة تجاه معتنقي الديانة اليهودية في العالم، وطلب صفحهم عن كل ما حاق بهم من آلام على مدار القرون الماضية، لكنه لم يحمل الباباوات السابقين مسئولية توسيع رقعة الفكر النازي والهولوكست ومعاداة السامية.

وفي أغسطس 2005 أثبت البابا بنيديكت الـ 16 أنه يسير على خطى سلفه في التقرب من اليهود، حيث دخل للمرة الأولى في تاريخ البابوية معبدا يهوديا داخل ألمانيا، معقل النازية. ولم تكن مصادفة أن ذلك اليوم كان يوم إحياء ذكرى مقتل يهود مدينة كولونيا في فترة النازي.

وأطلق الإعلام الألماني حينئذ على بنديكت لقب "البابا الثاني لليهود". فقد وصف يوحنا بأنه بابا اليهود بسبب تعاطفه معهم وكذلك بنديكت. كما وصف دادفيد روزين رئيس اللجنة الدولية للعلاقات الدينية مع اليهود الأمريكيين أن اعتلاءه كرسي البابوية سيكون عاملا مؤثرا في مكافحة معاداة السامية ومخاطرها، وكذلك في العفو بين اليهود والكاثوليك. وأن العلاقة بين اليهود والكنيسة ستمر بوقت لم تشهده من قبل. (محيط)



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد