صحيفة السوسنة الأردنية

بدأت في قاعدة أمريكية بخليج غوانتانامو اليوم المحاكمة العسكرية لخمسة متهمين بالتخطيط لهجمات الحادي عشر من سبتمبر. ومن بين هؤلاء المتهمين خالد شيخ محمد الذي قيل أنه اعترف بأنه العقل المدبر لهذه الهجمات التي استهدفت برجي مركز التجارة العالمي ومبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) وهو ما اسفر عن مقتل 2973 شخصا.

وسيكون هذا أول ظهور علني لشيخ محمد منذ اعتقاله في باكستان عام 2003. واحتجز خالد شيخ محمد بعد ذلك لمدة ثلاثة أعوام في عدة أماكن سرية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سي اي ايه قبل أن يرسل الى معتقل غوانتانامو عام 2006 . وتعرض خالد شيخ محمد للاستجواب طيلة هذه السنين حيث استخدمت معه اساليب استجواب مثيرة للجدل منها اسلوب الإيحاء بالغرق. ويقول الجيش الأمريكي إنه اعترف كذلك بالتورط في اكثر من ثلاثين "مخطط ارهابي" من بينها محاولات لمهاجمة ساعة بيغ بن ومبنى كاناري وورف في لندن.

والمتهمون الأربعة الآخرون هم:

رمزي بن الشيبة الذي يعتقد أنه كان الوسيط بين منفذي الهجمات وتنظيم القاعدة. كما ان مسؤولين بالاستخبارات الأمريكية قالوا إنه كان من المقرر أن يكون أحد مختطفي الطائرات إلا انه فشل في الحصول على تأشيرة دخول للولايات المتحدة. علي بن عبد العزيز علي الشهير بعمار البلوشي وهو أحد اقرباء خالد شيخ محمد ويعتقد أنه كان أحد كبار مساعدي خالد شيخ محمد.

مصطفى احمد الهوسوي مساعد البلوشي وهو سعودي يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن كان أحد كبار ممولي المختطفين. وليد بن عطاش الشهير بخلاد والمتهم بتجنيد وتدريب بعض المختطفين وهو يمني يقول البنتاجون إنه خطط للهجوم الذي استهدف المدمرة الأمريكية كول في عام 2000 وهو ما اسفر عن مقتل 17 بحارا امريكيا.

ويواجه المتهمون الخمسة عقوبة الإعدام في حال ادانتهم. وكانت الاتهامات قد اسقطت الشهر الماضي عن متهم سادس وهو السعودي محمد القحطاني بدون ذكر اسباب معينة. وكان القحطاني معتقلا في غوانتانامو منذ عام 2002 إلا أنه تم الافراج عنه قبل عدة اسابيع بدون اعطاء مبررات وسط اعتقادات بأنه تعرض للتعذيب. وقد سمح لعشرات الصحفيين بالسفر الى مقر المحكمة في خليج غوانتانامو لتغطية وقائعها وسبقهم الى هناك محامو المتهمين ومراقبو المحاكمة. وسيقيم هؤلاء في خيام اعدت لهم خصيصا على مدارج مهجورة بالمطار الملحق بالقاعدة.

تجري المحاكمة في خيام اقيمت بالقاعدة العسكرية الأمريكية بغوانتانامو وكان العشرات من أسر الضحايا قد طالبوا بالسماح لهم كذلك بحضور المحاكمة الا ان السلطات العسكرية الأمريكية اخبرتهم بأنه سيكون من الصعب توفير الإقامة لهم. وفي المقابل قدم لهؤلاء وعد بأنهم سيتمكنون من متابعة المحاكمة عبر دوائر تلفزيونية مغلقة ستقام في عدد من القواعد العسكرية الأمريكية الأخرى ولكن البث التلفزيوني لن يتضمن جلسات توجيه الاتهام. وتجري هذه المحاكمة وسط اتهامات من منظمات حقوقية بأنها لا تتوافر فيها معايير العدالة الكافية فضلا عن كونها تجري على نفس الجزيرة التي يوجد عليها معتقل غوانتانامو سئ الصيت.

ولكن مسؤولين عسكريين امريكيين قالوا إن خالد شيخ محمد وباقي المتهمين سيمنحون الفرصة للتحدث امام المحكمة وعرض قضيتهم "في حدود الإجراءات المسموح بها". و قال زكريا أخو رمزي بن الشيبة إن علاقتهم بفريق الدفاع عن المتهمين شبه منقطعة وإنهم لا يتوقعون اي عدالة في هذه المحاكمة. وقال إن فريق الدفاع لم يتمكن اصلا من التحدث مع المتهمين مهاجما الاسلوب الذي تم به اعتقالهم واستجوابهم معتبرا انها اساليب باطلة وأن" ما بني على باطل فهو باطل".

وأعرب عن اعتقاده بأن أخيه سيدفع ببراءته من الاتهامات الموجهة له. ومن المقرر ان تصدر المحكمة الأمريكية العليا قرارها هذا الشهر بشأن الحقوق القانونية لمعتقلي غوانتانامو وهو ما قد يعني بالضرورة تأخير او حتى وقف جلسات هذه المحاكمة. وكانت المحكمة نفسها قد قضت في عام 2006 بعدم دستورية نظام سابق اقره الرئيس الأمريكي لمحاكمة المتهمين وهو ما ادى الى تأجيل محاكمتهم عدة مرات. /بي بي سي /