استقبال تاريخي للاسرى المحررين اللبنانيين

mainThumb

16-07-2008 12:00 AM

اختتم لبنان، الأربعاء يوماً طويلاً من الاحتفالات الشعبية والرسمية بإنجاز صفقة لتبادل الأسرى مع إسرائيل، بظهور نادر لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في المهرجان الذي أقامه "حزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت ترحيباً بالأسرى اللبنانيين الخمسة المحررين، والذي تحدث فيه نصرالله بعد كلمة لعميد الأسرى في السجون الإسرائيلية سمير القنطار، الذي أطلق سراحه بعد 30 عاماً قضاها في السجون الإسرائيلية.

وفي كلمته، قال القنطار إنه سيعود إلى "فلسطين" مع رجال "المقاومة" الاخرين، مؤكداً أن "المقاومة اصبحت قوة نوعية لا تهزم ابدا"، وأضاف "الفضل في هذا اليوم وهذه الحرية لكبار شهداء حزب الله" وآخرهم عماد مغنية أبرز قادة حزب الله العسكريين الذي اغتيل في دمشق في 12 فبراير ويتهم حزب الله اسرائيل باغتياله.

وقد اطلق حزب الله على عملية التبادل, التي بموحبها يغلق ملف الاسرى, اسم "عملية الرضوان" تيمنا بمغنية ولقبه "الحاج رضوان". وقال القنطار الذي كان يرتدي لباس مقاتلي الحزب الشيعي "يا حاج عماد لن نكون في مستوى دمائك ابدا الا اذا اجبرنا العدو ان يشتاق الى ايامك".

وشكر "سيدنا وقائدنا ومعلمنا السيد نصر الله" ناقلا رسالة تدعو الى الوحدة "من نحو 1500 اسير واسيرة من الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية".والقنطار أحد الأسرى اللبنانيين الخمسة الذين كانوا محتجزين في السجون الإسرائيلية، بعدما حكم عليه عام 1980 بالسجن 542 عاماً، بينما الأربعة الباقين هم عناصر من حزب الله تم أسرهم في معارك حرب صيف 2006، وهم خضر زيدان وماهر كوراني ومحمد سرور وحسين سليمان.

وفي إطار التبادل، تسلم حزب الله، عند معبر الناقورة الحدودي جنوب لبنان، نحو 180 مقاتلا لبنانيا وفلسطينيا وعربيا اعادتهم الدولة العبرية في اطار عملية تبادل الاسرى والجثامين. ونقلت قناة "المنار" صور الشاحنات المبردة التي دخلت الى الاراضي اللبنانية وهي تقل هذه الرفات التي استخرجت من مقبرة الارقام في اسرائيل.

ولن تعبر قافلة الجثامين هذا المساء الطريق الساحلية متوجهة الى بيروت بل سيتم ذلك غدا الخميس كما ذكر حزب الله سابقا في بيان. وكانت شاحنات للصليب الاحمر الدولي قد نقلت في وقت سابق الى الاراضي اللبنانية اول دفعة من الجثامين التي ضمت "8 جثامين لشهداء الوعد الصادق" وهو اسم العملية التي نفذها حزب الله صيف عام 2006 واسر خلالها جنديين اسرائيليين لمبادلتها بالاسرى في السجون الاسرائيلية. كما تضمنت الدفعة الاولى رفات اربع جثث هي للفلسطينية دلال المغربي وثلاثة من مجموعتها.

في المقابل، سلّم الحزب جثتي الجنديين الإسرائيليين الذين كانا محتجزين لديه منذ عامين.

وكان الامين العام للحزب حضر شخصياً، لدقائق معدودة، ليشارك في حفل الاستقبال الاسرى، بحسب المشاهد الحية التي نقلتها محطات محلية وعربية. واوضح نصر الله انه سيرحب فقط بالمحررين ليلقي لاحقا كلمته على عادته من خلال شاشة عملاقة.

ومن وراء ستارة اقيمت خلف المنصة الرئيسية التي نصبت في ملعب الراية خرج نصر الله وعانق الاسرى المحررين. ثم امسك بمكبر الصوت ليقول لعشرات الآلاف من المحتشدين "ابارك لكم هذا النصر وكما قلنا عام 2000 (انسحاب اسرائيل) لقد ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات". واضاف "احببت ان اسلم عليكم ثم تجري مراسم الاستقبال لاعود بعدها فاوجه كلمتي عبر الشاشة". وفي كلمته المتلفزة، دعا نصرالله إلى الإسراع في وضع استراتيجية دفاعية، أعلن فيها أن هم الحزب هو تحرير الأرض، وانفتاح الحزب على "كل نقاش لاستراتيجية الدفاع الوطني، تحرير لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء المحتل من قرية الغجر"، مطالباً "الجميع بالمساهمة في الدفاع عن البلد"، متهماً من يتخلف عن هذا الواجب هو "خائن".

وأكد الاستعداد للتعاون لمناقشة "كل الملفات" بما يعزز الوحدة الوطنية، ومناعة لبنان. وأشار نصر إلى أن الأيام المقبلة ستشهد تحديد مصير عدداً من المفقودين في إسرائيل، لتحديد وضع هذا الملف. وفي الشأن السياسي، دعا نصر الله إلى "جمع الشمل ومعالجة المشكلات كافة بروح التضامن"، مشيراً إلى أنه يتوجب على حكومة الوحدة الوطنية إعادة احياء دور لبنان بالتعاون، وليس بتصفية الحسابات.وسبق الاحتفال الشعبي، إقامة حفل استقبال رسمي للأسرى في مطار بيروت الدولي، شارك فيه الرئيس اللبناني ميشال سليمان وشخصيات سياسية وروحية لبنانية.

وهنأ الرئيس سليمان في كلمة القاها للمناسبة حزب الله على هذا التحرير واصفا العائدين بـ "الابطال". وقال "عودتكم نصر جديد واشراقة لمقاومة لبنان وتاكيد غلبة نصر المتشبث بالحق". واضاف "قلت (سابقا) ان فرحة تحرير الجنوب من الاحتلال (عام 2000) لن تكتمل الا بعودة الاسرى واقول اليوم فرحتنا تبلغ اوجها حين يستعيد لبنان سيادته الكاملة على

ارضه في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا" التي تستمر اسرائيل باحتلالها. واشار الى "ان التحرير لا يكتمل في ظل الالغام والقنابل العنقودية الاسرائيلية". وقال "اهنىء المقاومة على هذا الانجاز الجديد واشكر كل من ساهم في جعل تحرير الاسرى حقيقة راسخة". ثم انتقل الاسرى للقاء عائلاتهم التي كانت تنتظر في احدى قاعات المطار. وشارك في الاحتفال الرسمي رئيسا البرلمان والحكومة نبيه بري وفؤاد السنيورة

والوزراء وحشد نيابي وفق دعوات وجهتها الرئاسة الاولى تنظيم هذا الاستقبال الرسمي. ثم انتقل المحررون في موكب من السيارات الى الطريق الممتدة من المطار الى

ضاحية بيروت الجنوبية معقل الحزب الشيعي حيث ارتفعت يافطات الترحيب واعلام حزب الله والاعلام اللبنانية. وغصت جوانب الطريق بالمحتشدين ينثرون الورود والارز على المحررين في طريقهم الى ملعب الراية الذي تصدرت مدخله يافطة كتب عليها "نصر من الله على ايدينا"./ وكالات



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد