قصص للاطفال .. الابن العاق

mainThumb

23-12-2017 09:35 PM

السوسنة - شذى المشاعلة

 
يحكى أنه كان هناك رجل عجوز يعيش مع ابنه الوحيد وزوجته الشريرة في إحدى القرى الصغيرة ، و كان هذا الرجل مريضاً جداً حتى صار لا يستطيع النهوض أو المشي وحده لأن أقدامه تؤلمه كثيراً كما أنه لا يستطيع إمساك أي شيء دون أن ترتجف يداه الضعيفتان .
 
كان لهذا العجوز المسكين حفيداً طيباً و رائعاً يدعى سامي حيث كان سامي طفلاً مهذباً يحب جده حباً كبيراً و يساعده بكل شيء يحتاجه ، فكان يساعده على النهوض ويقدم له الطعام و يمسك له بالملعقة حتى أنه كان يطعمه بنفسه ، على العكس تماماً من باقي أفراد الأسرة الذي كانوا لا يحبون الجد المسكين و لا يطيقون وجوده بينهم فهم لا يريدون مساعدته أبداً ولا يحبون أن يتواجد أمام ضيوفهم .
 
وفي ليلة من الليالي كان الجميع يجلس على طاولة الطعام بما فيهم الجد الحنون ، عندها رجفت يدا الجد بشكل غير عادي فلقد كانت تلك المرة الأصعب ثم وقع من الصحن الزجاجي وانكسر و تناثرت أجزائه على كل الطاولة ، انزعج الجميع وقامت الزوجة بالصراخ على الجد المسكين الذي لم يكن باستطاعته فعل أي شيء غير البكاء و الإعتذار .
وفي اليوم التالي قامت الزوجة بإحضار صحن خشبي قديم للجد المسكين ليأكل به الطعام كما منعته من تناول الطعام معهم على نفس الطاولة أيضاً وطلبت منه الأكل وحيداً في الغرفة الباردة ، عندها انزعج الطفل اللطيف سامي مما قامت به أمه وقرر أن يذهب للأكل مع جده حتى لا يدعه وحيداً منكسراً ، وفور انتهائه من الأكل قام سامي بالذهاب إلى السوق وشراء صحنين من الخشب القديم وعاد بهما إلى المنزل .
 
تفاجأ الوالدان مما فعله سامي فسألت الأم باستنكار : ما الذي أحضرته يا سامي !! ، فرد سامي سريعاً : 
إنها صحون خشبية يا أمي اشتريتها لك ولوالدي حتى إذا كبرتما اعطيتكما إياها عندها لن تسكبوا الطعام على الطاولة .
دهش الوالدان من رد سامي و بدأت دموعهما بالنزول ندماً على ما فعلاه ، فبر الوالدين واجب علينا، والله أمرنا به وكما تدين تدان .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد