يوميات سالم - الحلقة 10

mainThumb

15-05-2019 11:42 AM

يصلّي سالم العصر، في المسجد القريب من منزل شقيقته التي اعتاد على زيارتها في الأول من رمضان من كل عام، حاملاً معه بعض المواد التموينية، لأن وضعها غير ميسور، ولأنّ (الأقربون أولى بالمعروف) حيث يقتطع سالم ثمن تلك المواد من زكاة أمواله التي يحافظ على أدائها كل عام، ولا ينسى سالم أبداً أن يضع في يد شقيقته مبلغاً من المال.
 
يلتمّ أولاد شقيقته حوله فرحين به، ولكي لا يكسر خاطرهم يقوم بسحب محفظته من جيبه ويعطي كل واحد منهم ديناراً فيما أخته (تتكفكف) خجلاً وتقول (والله يخوي ما في داعي، إنت ما بتقصّر معنا)، فيردّ عليها (يختي خلّي الأولاد يتذكّروني بخير ويترحّموا علي بعد ما أموت)، (من غير ساية، طولة العمر إن شالله يخوي) تقول أخته بعد أن تكونَ قد سحبت شهقة (صدمة)، فيقول لها (كلنا على الطريق يختي، بالمناسبة وين جوزك؟؟)، (طلع يصلّح سيارته) تقول أخته، وتضيف (خليك ياخوي افطر معنا).
 
(شو بدك تعمليلنا فطور يمّا) يقول أحد أبنائها، فترد عليه أمه (كوسا ودوالي يمّا)، يبدأ تذمر الأولاد وسالم ينظر إليهم فمنهم من يطلب سمبوسك بالجبنة والسنيورة، ومنهم من يطلب الدجاج بالقناني، ومنهم من يريد بروستد بيتي، وأمهم تحاول اقناعهم بالدوالي والكوسا خاصةً أنّ الوقت قد تأخر وأنها (ورَّطَت) بعد أن (نَقَعت) الرز بالماء.
 
يتدخل سالم ويقول (له له له يا خالي، ماله الكوسا والدوالي؟؟ أكلة طيبة وزاكية، وأمكو الله يكون بعونها يا خالي، هي لمين بتظل واقفة طول النهار وهي صايمة بالمطبخ؟؟ مش مشانكو يا خالي؟؟ بعدين الإنسان لازم يشكر ربّه على النعمة شوماكانت، والله يا خالي في ناس مش لاقيه توكل).
 
يسكت الأولاد (حرجاً) من خالهم، وبعد نصف ساعة يستأذن سالم بالخروج ويغادر وسط إلحاح شقيقته بالافطار عندهم، لكنه يعتذر لأنه لا بدّ أن يكون مع أولاده خاصة في اليوم الأول.
 
في الطريق إلى البيت يتصل سالم بزوجته ويسألها عن فطورهم لهذه الليلة فتقول له (فطورنا اليوم إن شاء الله كوسا ودوالي).
 
تسمع زوجة سالم صوت بريك سيارته بينما كان سالم يصرخ (شوووووو، كوسا ودوالي؟؟ إنتِ ناوية تتطلقي بأول يوم برمضان؟؟ هو أنا معبّيلك الثلاجة جاج ولحمة عشان تفطريني كوسا ودوالي!! ما إنتِ بتعرفي إني بكره هالأكلة مووووت)، (يا زلمة طوّل بالك، خلص هسّه بطول لحمة وبعمل منسف) تقول زوجته، (و أميت بده يصير المنسف إن شاءالله؟؟ بعد التراويح ولّا ع السحور؟؟ إسمعي، إفطري انتِ وأولادك وأنا هسّه بتجَهنَم بأي مطعم) يقول سالم ذلك وهو يُغلق الخط في وجهها، ثم يتحدث إلى نفسه (قال كوسا ودوالي قال، أحييييه).
 
#وبعدين مع سالم.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد