غزوة بدر والمفرطون

mainThumb

22-05-2019 02:06 PM

في مثل هذا اليوم 17 رمضان من السنة الثانية للهجرة كانت غزو بدر الكبرى ، يومٌ نصر الله فيه القلة المؤمنة صاحبة الحق على العدو المتجبر الظالم الذي أخرج المسلمين من ديارهم في مكة المكرمة واستولى على أموالهم ، فكانت بدر هي يوم الفرقان الذي فرق الله فيه بين الحق والباطل .
 
ليس المهم ان تكون صاحب قوة وتمتلك السلاح الكثير والجيش اللجب حتى تنتصر في معركتك ، بل المهم أن تكون صاحب حق وقضية عادلة وعزيمة وإرادة وإيمان وشجاعة حتى ينصرك الله ، ونحن الآن فرطنا بكل شيء وهرولنا نحو عدونا .  
 
فَهمَ البدريون وأحفادهم هذه المعادلة فانتصروا في معاركهم ضد أعدائهم انتصروا في الخندق وعين جالوت وحطين وغيرها ، وحرروا أرضهم ومقدساتهم ، بل حرروا أنفسهم من تثاقلها إلى الأرض وتعلقها بسفاسف الأمور ، بانتصاراتهم وعزيمتهم حرروا أنفسهم من التبعية للشرق أو الغرب وأصبح قراراهم مستقلاً ينطلق من مصلحتهم  ، أما المفرطون فقرارهم يطبخ في عواصم غيرهم .  
 
ايها السادة : نحن الآن لا نعيش نكبة ضياع فلسطين وحسب بل نعيش نكبات كثيرة   فهذا شهر أيار شهر النكبة الفلسطينية بل العربية ، وفي هذه الأيام تحاك المؤامرات لتصفية القضية الفلسطينية من خلال صفقة القرن ومؤتمر البيع والشراء القادم في البحرين ، وتحاك المؤامرات وتعقد الصفقات لمحاربة هذا الإسلام وتشويه صورته  وتصفية دعاته لصرف الناس عنه .
 
جاءت ذكرى بدر لتضيء لنا الطريق في ظل تزاحم النكبات علينا في هذا الظرف العصيب ، جاءت لتعلمنا أننا نملك مفاتيح القوة المتمثلة بتمسكنا بإسلامنا ، وتوحدنا وتصميمنا على تحقيق هدفنا ، ففي بدر حقق المسلمون أهدافهم وانطلقوا بعد المعركة وأصبحوا قوة عالمية يحسب لها ألف حساب وما زلنا نعيش على فتات موائدهم حتى اللحظة ، فالمطلوب أن نعي دروسنا من تاريخنا المجيد .   
 
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد