يوميات سالم - الحلقة 18

mainThumb

23-05-2019 03:03 PM

(الحقني يا سالم مشان الله) تقول زوجة سالم وهي تضع يدها على بطنها وتتلوّى من الألم بعد أن تخرج من المطبخ إلى الصالون، (خير حبيبتي، مالك، شو في، مالك) يقول سالم الذي يقفز من على الكَنبة خائفاً مذعوراً، فتقول زوجته بصوت متقطّع (مات خاف بس مَ غِص شديد)، (سلامتك، سلامتك ألف سلامة حبيبتي، ألف سلامة، يقول سالم الذي يجعل من نفسه عُكّازاً لزوجته لتستند عليه، ويواصل القول (يمكن ماخذة برد حبيبتي ، فوتي تمددي ع السرير عَ بين ما اعملّك ميرمية وشيح وقيصوم).
 
يدخل سالم إلى المطبخ ويعود بعد دقائق إلى زوجته حاملاً صينيةً عليها كأساً مغطّى بقاعدة فنجان قهوة ويقول (غزال والشر زال يا عمري، هسّه بتنقع الزهورات وبتشربي الكاسة بالهَنَا والشِّفا يا رب).
 
سالم يُحبُّ زوجته كثيراً، ويخافُ عليها من (الطير الطاير)، ولذلك ظلّ إلى جانبها على أملِ أن تتعافى، ولكن بعد مرور ساعة لم يَجد مفرّاً من الاتصال بابنه (محمد) ليأخذاها إلى المستشفى لأنّ ألمَها يزداد.
 
يصل محمد بعد عشرة دقائق من اتصال سالم به ويتعاونان على حملها إلى السيارة.
 
في السيارة يقول محمد لأبيه (جبت التأمين معك يابا؟؟) فيقول سالم (لا يابا، ما بدّي مستشفى حكومي، أمّك هاي النَّفس اللي بتنفّسه، ما بدّي اياها تتغلّب على دور وعلى روح وتعال)، (طيّب وين نروح يابا) يقول محمد، فيقول سالم (على المستشفى الذهبي يابا)، (صحيح المستشفى الذهبي خمس نجوم يابا، بس اسعاره خيالية) يقول محمد، بينما تضيف زوجته (ما في داعي لمستشفى خاص يا سالم، خلينا نروح ع الحكومي أوفر) فيأتي الجواب من سالم حازماً (طز بالمصاري اللي ما بدها اتْعِز صاحبها، بوجهك ع الذهبي يابا) ثم يلتفت إلى زوجته ويقول (حبيبة عمري انتِ، أنا بفديكِ بدمّي وعمري) فتقول زوجته (من غير شر، سلامة دمّك وعمرك حبيبي).
 
(ايش ياااا) يقول محمد وهو يبتسم ثم يضيف (انتو رايحين ع المستشفى على فكرة مش على فندق وشهر عسل) ويُطلق ضحكة عالية يقطعها سالم بالقول (مش وقت خِفّة دمّك هسّه، سوق سوق وانت ساكت). 
 
تصل السيارة إلى المستشفى، وبعد الفحص السريري لزوجة سالم يُقرر الطبيب أنّ المغص ليس ناتجاً عن (شوية برد) كما كان يعتقد سالم، بل مغصها سببه الزائدة الدودية وتحتاج إلى جراحة فورية ودخول. 
 
(يابا يا محمد روح اعمل إجراءات الدخول) يقول سالم، فيحمل محمد ورقة الطبيب ويذهب لاستكمال إجراءات الدخول فيما سالم يقول لزوجته (يا ريتني انا ولا انتِ يا عمري، والله والله بفديكِ بعمري ودمّي انا)، وأثناء ذلك يأتيه اتصال من محمد الذي يقول (يابا العملية هون بتكلّف الفين وسبعمية وخمسين دينار، بتحب ننقل أمي على مستشفى حكومي؟؟)، (لا يابا، كمّل إجراءاتك، أمّك انا بفديها بدمّي تا أعز عليها الفين ثلتالاف ليرة؟؟) يقول سالم. 
 
ربع ساعة ويحضر محمد بعد أن انتهى من اجراءات الدخول ويقول لأبيه (كلشي تمام يابا، بس ظل علينا وحدتين دم، أنا رح اتبرع بوحدة وخالي أحمد حكيت معه وهيّاته على وصول وبدّه يتبرع بالوحدة الثانية).
 
(لَهْ يابا، ليش حكيت مع خالك يابا، انا بتبرع لامّك بالوحِدة الثانية الله يسامحك، أنا اللي بفديها بدمّي يابا) يقول سالم لابنه، فيما الابن يقول (يلّا حصل خير يابا، وخالي أحمد هو اللي قال إنه بده يتبرّع).
 
يصل أحمد إلى المستشفى وبعد أن يطمئن على شقيقته يصل ممرضان إلى غرفتها ويأخذانها إلى غرفة العمليات بينما كان الطبيب يقول (بدنا وحدتين الدم إذا سمحتو).
 
يغادر الثلاثة (سالم وابنه وشقيق زوجته) إلى مختبر الدم ويجلسون في غرفة الإنتظار بعد أن يعطوا هوياتهم الشخصية للممرض المختص بسحب الدم، وبعد دقيقتين ينادي الممرض على محمد وأحمد للدخول إلى المختبر لأخذ عينات من الدم وسحب الوحدتين.
 
سالم يجلس الآن في صالة الإنتظار ويفتح على الفيس بوك ويكتب (سالم يشعر بالحزن، في المستشفى الذهبي مع زوجتي التي أفديها بدمي وعمري لإجراء عملية الزايدة)، وبعد أن ينتهي يتفاجأ بالممرض المختص يقف أمامه ويقول (سيّد سالم للأسف ما بنقدر نوخذ وحدة دم من أحمد لأنّه قوة دمّه 11)، يرتبك سالم ويقول باضطراب (طَب طَب شو، شو العمل؟؟)، (بدنا وحدة دم ثانية ضروري) يقول الممرض (طيب استنى علي شوي احكي مع اخوي سليمان ييجي يتبرع) يقول سالم للممرض الذي بَدَت على وجهه علامات الدهشة، وقبل أن ينطق الممرض بكلمة كان سالم يقول (استر علي الله يستر على ولاياك دنيا وآخره، أنا إذا بشوف الدّم يُغمى علي، قول للشباب جوّا إنّي كبير بالعمر وما بصير تسحب مني دم، وانا ربع ساعة بكون مدبرلك واحد).
 
(مثل ما بدّك حجّي) يقول الممرض وهو يهزّ رأسه ويقول في نفسه (والله الزُّلم ما هِيْ بالشوفات).
 
#بعدين مع سالم


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد