يوميات سالم - الحلقة 23

mainThumb

28-05-2019 01:59 PM

(كيف الأكل يا سالم؟) يقول والد زوجته، فيجيب سالم (ماشي حاله عمّو، بس ولا عمري اقتنعت بأكل المطاعم الجاهز، والله أنا بطبخ أحسن من أحسن مطعم و مَرَة).
 
(عمري ما شفتك قليت بيضة) تقول زوجته وتضحك ويضحك الجميع،(لأنّه مَرَتي معدّلة) يقول سالم، فتقول زوجته وقد احمّر وجهها خجلاً (أحرجتني، يخليلي اياك يا رب).
 
شعر سالم بالحرج الشديد بعد كلام زوجته ولم ينتبه لنفسه وهو يقول (طيّب الليلة بتنامي هون عند اهلك، وجيرة الله بكرا فطور الجميع عندي على مقلوبة من تحت ايديا)، (يا زلمة احنا بنمزح) يقول والد زوجته، فيجيب سالم (فرصة يا عمّي، منّه بترتاح مرتي من الطبخ، ومنّه بتذوقوا أطيب مقلوبة بالعالم).
 
تضحك زوجته وتقول (بعرضك يا سالم بلاش، والله غير الاقي المطبخ كأنّه منفجرة فيه قنبلة، وبَدَل ما تريحني من الأكل رح تعملّلي دسك من الجلي)، يضحك الجميع مرّة أخرى ومعهم سالم الذي يقول (طيّب وشرفك ما بتجلي صحن، إلّا الجلي كمان عَلي).
 
يُغادر سالم بيت عمّه لوحده، وحالما يصل البيت يبدأ في البحث على الإنترنت عن طريقة عمل المقلوبة فيجد عدّة طرق ووصفات ويشعر بأنّه قد وقع في ورطة كبيرة ولكي يتخلّص من المأزق لمعت في رأسه فكرة عبقرية.
 
بعد الظهر كان سالم قد خرج باتجاه مطعم (أزكى الأكلات) وكان عليه أن ينتظر عشرة أشخاص قد سبقوه للحجز، ولمّا وصله الدور طلب صدر مقلوبة سوبر ودفع ثمنه وغادر بعد أن ترك عنوانه لديهم، ليشتري دلو لبن كبير (وعِدّة) السلطة.
 
بعد العصر جلس سالم (ليفرم) السلطة وهو يقول في نفسه (مطعم أزكى الأكلات مطعم فاخر جداً وببيّض الوجه، ولمّا يذوقوا المقلوبة رح يقولوا تسلم ايديك يا سالم، والله عمرنا ما ذقنا مثلها، وانا رح أنفخ ريشي قدّام مرتي وأهلها) يبتسم سالم وهو يتحدث مع نفسه وفجأة يتوقف عن (فرم) السلطة ويتكدّر (آآآآآه، بكرا المَرَة كل ما دق الكوز بالجرّة بتصير تقول، بدنا مقلوبة يا سالم، اعمللنا مقلوبة يا سالم)، يبتسم سالم من جديد (يا زلمة سهلة، مثل ما مزطت منها اليوم بتمزط منها الأيام الجاية، انت خايف على حالك يعني؟؟).
 
صوت الهاتف يقطع على سالم حديثه فيتناوله ويقول (هلا حبيبتي.... لا ما تيجوا بكير، الأمور تمام وعال العال....... والله لتاكلوا مقلوبة عمركو ما ذقتو مثلها........ لا لا.... بتكونوا هون قبل الأذان بخمس دقايق...... باي).
 
(لعينة الوالدين بدها تفضحني وتيجي مع اهلها هسّه، الحمد لله انها اتصلت وما عملتها كبسة) يقول سالم في نفسه ويواصل (فرم) السلطة.
 
في السابعة وعشرة دقائق تماماً يرن جرس البيت فيخرج سالم لاستلام صدر المقلوبة وهو يقول للعامل (ليش تأخرتوا) فيقول العامل أن الطلبات كثيرة جداً لديهم وأزمة السير شديدة.
 
يضع سالم الصدر على طاولة السفرة بعد أن يزيل عنه ورقة المطعم بحذر شديد جداً، ثم يدخل المطبخ ويحرق الورقة وهو يقول في نفسه (ما كشفوهم وهم يسرقوا كشفوهم وهم يتهاوشوا)، ثم يقوم بصب اللبن والسلطة في الزبادي ويضعها على الطاولة مع وصول زوجته وأهلها إلى البيت.
 
(امممممم، الريحة بتشههههّي) تقول زوجته، فيجيبها (آه شو لعاد، مشان تعرفي لمّا جوزك يقول إنه بطبخ أحسن من أحسن مطعم ومرة تصدقيه، ولعلمك كل اغراض المطبخ جليتهن ورجّعتهن مكان ما بتحطيهن بالضبط)، ثمّ يتوجّه للجميع بالحديث (بعد دقيقتين ومع قولة الله أكبر رح تذوقوا مقلوبة سالم الفاخرة، المقلوبة اللي أخذت منّي 3 ساعات شغل وشريلتها أفخر بهارات بالبلد).
 
يُرفَع أذان المغرب فيقول سالم وهو يرفع أكمام قميصه للأعلى (بسم الله) ويزيل (القصدير) عن الصدر.
 
كان الدم يرتفع ويتجمّع كلّه في وجه سالم، وكان حَلْقُه أشد جفافاً من صحراء الربع الخالي بعد أن أزال (القصدير) عن الصدر، فلم يكن الموجود فيه (مقلوبة)، كان (مسخّن).
 
#بعدين مع سالم


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد