الغذاء والدواء يا أصحاب القرار

mainThumb

02-08-2019 07:24 AM

كل يوم يمر عليّ أنا الفقير لله كاتب هذه السطور أتذكر الدكتور الإنسان عبد الرحيم ملحس وزير الصحة الأسبق الذي استقال بدافع ضمير ووطنية خالصة وصرخته لا زالت تلاحق الخونة والفاسدين المتاجرين بقوت الشعب غذائه ودواءه .
 
وكل يوم ونحن ندخل الخضار والفواكه لبيوتنا ونرى كم الفارق في لونها وطعمها نتذكر تلك الصرخة والرجل الوطني رحمه الله الذي لم يستقيل من فراغ ولم يكن ممّن يبحثون عن الشهرة أو الجاه ولديه كل شيء من ذلك فقد قدم استقالته مرّات عديدة وبين الأسباب لذلك وعندما رفضت استقالته علم أن الفساد سياسة ممنهجة في هذا الوطن ولا مجال للإصلاح ، وأطلق صرخته التي نراها كل يوم أوضح مما كانت في ذلك الوقت وإذا كان ذلك العصر نسبة الفساد 60% فقد أصبحت اليوم 100% ؛ لذلك ليس من صنع الصدف أنّ نسبة أمراض السكري والضغط والغدد الدرقية والسرطان .... الخ  قد سجلت أرقاما مخيفة في الأردن ، وكل حالة من هذه الأمراض كفيلاً بقيام ثورة عندما تكون النسبة ملفتة للانتباه وكأن هناك سياسة قتل عامدة بأكبر قدر ممكن من المواطنين . 
 
أما الدواء الجيّد لا يملكه إلا فئات من الشعب لا تتجاوز الــ5% وبالطبع هو أجنبي مستورد ويأتي خصيصاً سواء بالتوصية أو علاج أصحابه بالخارج والكادحين من فقراء الوطن لهم الجنة فقط كما قال الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ، ومعظم دوائنا وغذائنا لباقي فئات الشعب من أسوأ ما يكون وإذا استورد يكون من مزابل العالم كما قال الدكتور الإنسان عبد الرحيم ملحس والحكومات الأردنية المتعاقبة في قهرنا لا تنتبه ولا يعنيها إلا البقاء خاصة في العشرين عاماً الأخيرة ، وتقاتل الشعب لإرضاء من بيدهم قرار بقائها وأقصد صندوق الفقر الدولي المرتبط بالسياسة الأمريكية الصهيونية وشروطها وهذه ليست من الأسرار ويعرفها القاصي والداني . 
 
وللأسف ليس لدينا أحزاب سياسية تنظر لهذا الموضوع وأهميته فهذه الأحزاب باستثناء حزب الوحدة الشعبية تقاتل لأجل هبات الحكومة وأغلبها مجرد تجمع لمثقفين في صالونات سياسية أصبحت مرخصة تحت اسم الأحزاب وتبقى تنظيم الإخوان المسلمين وذراعه السياسي جبهة العمل الإسلامي وهم متفقون مع كل الحكومات المتعاقبة وعلاقتهم تبادل مصالح خاصة بعد الهزّات الأخيرة التي ضربت تنظيم الأخوان المسلمين لذلك أحذروا غضب الشعب التي كل مؤشراته واضحة يا من لا تقرأون تاريخ هذا الوطن الذين تحكمونه ولا يلفت انتباهكم العنف المجتمعي الذي أصبحنا نراه يومياً وعلى أبسط الأمور ، والذي يدل على كبت وثورة حقيقية داخل كل مواطن أردني ، أما كتبتكم ومثقفيكم فهم مجرد أبواق للارتزاق لا قيمة لها ولن تغير المعادلة حين تأتي ساعة الحساب الشعبي الذي وكأني أراه إذا لم يتغير النهج وليس الوجوه المشئومة والغد لناظره قريب .
 
 
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد