أثر هيئة الانتخابات على المجتمع

mainThumb

30-08-2019 09:00 PM

 في غمرة تصريحات الهيئة المستقلة للإنتخابات، التي تقول إن الهيئة نجحت نجاحاً باهراً في إدارة الإنتخابات، حتى وصل بها الى حد يمكّنها أن تقدم خدماتها في هذا المجال الى الدول الكبرى ذات القانون المترسخ منذ مئات السنين، وممكن أن تدرّس تجربتها هذه وتعممها في الإقليم الفقير لمثل هذا النهج القائم على التعدد وإحترام القانون، والنهوض بالمجتمع عن طريق مؤسسات بعيدة في ادارتها عن الذاتية والجهوية والعنجهية وغيرها من الأمراض الاجتماعية..

لكن لنا كمواطنين عدة ملاحظات ولا ندري إن كانت هذه الملاحظات ممكن أن تتداركها الهيئة، أم أنها خارج إرادتها ولا تستطيع الحديث فيها أبدا.

- نحن نشعر أن مجتمعنا لم ينضج بعد لممارسة الانتخابات، لأننا نرى صوراً كثيرة لم تحترم اختيار الأغلبية والاقرار به، فهل الهيئة تستطيع حل هذه الآفة؟
 
- وبناء على ما سبق فستكون مخرجات هذه العملية، "وأقصد الناجحون في الانتخابات" غير سوية، بمعنى أن من يمارس الذاتية والجهوية، سواء من النواب أو من الفائزين في انتخابات البلديات، ستكون نسبتهم عالية جدا، وهذا يبطل عمل النائب، ويجعل رئيس البلدية أو رئيس اللجنة المحلية في الأمانة، لا يقوم بعمله على أكمل وجه، وستكون اهتماماته بالفئة التي انتخبته وأوصلته الى هذا المنصب في وقت تعاني مجتمعاتنا من متلازمة "بكم تزهو المناصب"، وهنا ستفقد الانتخابات حتى لو كان سيرها على أكمل وجه من حيث الدخول للصناديق، مرهقة للمجتمع وتخلق أضغانا لأن المجتمع والمترشحين ومن بعدها الفائزون، غير مؤهلين فكريا وسلوكيا على إنفاذ القانون بعيدا عن هوى أنفسهم، واستحضار كل ما يسود في المجتمع من أمراض اجتماعية، وانحرافات سلوكية.
 
-  لذلك هناك أصوات كثيرة بدأت تطالب بإلغاء الانتخابات، وتعيين من يصلح فكريا وسياسيا في البرلمان، ومن أصحاب الكفاءة والنشاط والسوية الفكرية في البلديات والأمانة!! حتى أن البعض يقول ما معنى وجود رئيس لجنة محلية في مناطق الأمانة، في حال وجود مدير منطقة، الا لتكريس الجهوية والعنجهية وتمزيق المجتمعات بخلق الأضغان والمناكفات التي ما زالت تحكم مجتمعاتنا المرهقة..!
 
وحتى لا نظلم الهيئة، علينا أن نقول إن المجتمع السليم تخرج منه المؤسسات التي تنظم حياته وتنهض به، ولا يمكن أن تغيره مؤسسة أتت اليه دون أن تغير قناعاته، أو تغير فكره لتغير قناعاته، فمهما كانت الهيئة متخصصة فلن ينعكس ذلك على المجتمع، وسيظل يفرز أصحاب الأموال والأجندات الخاصة، وتبقى مجتمعاتنا تغوص في التخلف والرجعية..
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد