الفرجات يحافظ على مهنة الحدادة ولكنه يغادر أقدم قرى البترا

mainThumb

12-09-2019 01:15 PM

السوسنة  - زياد الطويسي - لا يزال محمد موسى الفرجات يحتفظ بمهنة الحدادة التقليدية التي ورثها عن أبيه وأجداده في محلهم الذي أقيم (عام 1935) في مدينة وادي موسى وبجوار قرية إلجي، ليبقى الحداد التقليدي الأول والوحيد في المنطقة حتى يومنا هذا.
 
هذه المهنة التي تعمل بها أسرة الفرجات منذ ما يزيد عن ثمانية عقود، أصبحت ترافق اسمهم حتى أنهم باتوا يعرفوا بلقب "الحداد".
 
ولا يزال الفرجات الذي ورث المهنة عن أبيه وأجداده، يمارس الحدادة التقليدية وصيانة البوابير والفؤوس وأدوات الفلاحين والمزارعين والخيل، حتى اليوم.
 
ويسجل للأربعيني الفرجات بأنه الوحيد من الجيل الجديد الذي حافظ على مهنة أسرته، إذ أن غالبية المهن والدكاكين القديمة في المدينة قد انتهت بمجرد رحيل أصحابها، ولا يزال حتى اليوم يشكل مقصدا للباحين عن الأدوات التراثية وللفلاحين وأصحاب الخيل.
 
يؤكد الفرجات بأنه يسعى للحفاظ على هذه المهنة التي تعد بمثابة إرث هام، إذ بدأ بممارستها منذ نحو (5 سنوات) وبعد تردي صحة والده رحمه الله، وأنه سيستمر بها، حيث لا يزال لها زبائنها في المنطقة وجوارها.
 
ويعتبر الفرجات أنه سعيد بالحفاظ على مهنة أسرته، لأنها لم تعد مجرد حرفة نادرة وتقليدية فحسب، وإنما إرث تراثي وشعبي، يرتبط بذكريات الناس ويساعد كل المزارعين ومربي الثروة الحيوانية والخيول من الاستمرار بذلك.
 
ورغم أهمية هذه الحرفة التي باتت مهددة بالزوال وانتهت في بلدان كثيرة، إلا أن لدكان الحداد ألقها الخاص، وفيها أدوات تعبر عن تراث المنطقة والوطن، وتعرف الزوار بأهمية وعراقة الموروث الشعبي الأردني.
 
وبدأت دكان "حداد وادي موسى والبترا" التي بقيت تخدم الناس ثمانية عقود، بالانتقال إلى موقع آخر، بعد تملك موقعها من قبل سلطة إقليم البترا لغاية ضمه لقرية إلجي التراثية، التي تعد أقدم قرى البترا، حيث وجه محامي السلطة إنذارا بإخلاء الموقع..
 
ودكان الحداد بما فيها من إرث قيم وحرفة نادرة والتي جاورت سكان إلجي عقودا في الماضي، قبل أن يرحل سكان وادي موسى منها، تبقى أكثر المحال أولوية بالبقاء بجوار القرية التراثية التي تنوي السلطة تشغيلها، نظرا لدورها في بيع المنتج التراثي الثقافي وإطلاع الزائر على تجربة فريدة تثري زيارته للمنطقة، وتعرفه على تقاليد الأردنيين.
 
ويختم الفرجات حديثه إلى "الرأي" قائلا: المنتج الذي أسعى للحفاظ عليه يعد نادرا وقيما ويستحق أن يطلع عليه كل زائر للبترا، ويعز على أقدم محل حدادة في البترا أن يفارق "إلجي" أقدم قرى المدينة


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد