اضراب المعلمين إلى متى - أديب نوافله

mainThumb

14-09-2019 10:04 AM

 يعلم الجميع ان المعلمين في اضراب مفتوح ومن غير المعلوم متى سينتهي ، ويعي كل مُطلع وكل قريب من محيط المعلمين بان وقفتهم حق ومطلبهم حق ، كما ان الجميع يدك ثباتهم بعد ماتعرضوا له يوم ٩/٥ ، ذلك اليوم الذي تعرض به الملعم لاساءة كبيرة ، عندما تم التعامل معه بأسلوب ... اماط لثام حقيقة الحريات والديمقراطيه ...، بذريعة ان المعلمين خالفوا القانون والنظام عندما أصروا على الاعتصام على الدوار الرابع.

كنت اتمنى ان تكون هذه الرواية صحيحة ، ولكن للأسف كانت رواية جوفاء خاوية لا يستطيع الطفل تصديقها ، لأن الشعب الأردني بكافة اطيافة شاهد ما حصل بأم عينه عندما بدأ التضييق على المعلمين منذُ انطلاقهم من محافظاتهم وقبل وصولهم لمداخل عمان ،فمنهم من تم قطع الطريق عليه في اربد ومنهم من اوقف على الخط الصحراوي ، وهذا يوضح حقيقة ما اعد لهذا الاعتصام مسبقاً وقبل بدايته ، وينسف رواية الطرف الآخر بان الاختلاف كان على المكان ، وكَان الحرب لم تقم عليه قبل وصوله للمكان.

أجزم أن ما أصاب المعلم من ... تبعثر للكرامه لن يجبره اعتذار او إقالة وزير ، ولكن تعودنا دوماً تناسى الجراح والاستعداد للسير على الجمر من أجل الوحدة الوطنية وسلامة وعزة الوطن .

وفي ضل كل ما سبق فإن  من يراهن على ضعف وانكسار المعلم هو واهم ، لأن هذا الانكسار وما ترتب عليه من اهانه وآثار نفسية بالغة سينعكس على الطالب وسيكون درس المستفاد منه كيف تتجرع الاهانه و تسكت على ضياع الكرامة وتعمل نفسك مش شايف ، وليس هذا مرامنا وليس هذا ما نرجوه لطلابنا وابناءنا بناة المستقبل .
 
 قسماً بمن رفع السماء اننا لن نرتضي يوماً بأن تكون مخرجاتنا التي تطرح في ميادين الحياة فاقدة لأبسط مباديء الحياة من شح في الكرامه وفقدان للقدرة على التحدي والجبن والخنوع في المطالبة بالحقوق ، وبما ان الطرف الآخر هو من دفع للاضراب ، أجزم ان الإضراب مستمر والمعلمين عازمين على إيصال الدرس الأول في هذا العام وعلى طريقتهم  والذي عنوانه (الكرامه اولاً) .
 
الغريب انه بدلاً من الاعتذار للمعلم وجبر خاطره، يعود الطرف الاخر للقول العلاوة مقابل الأداء، ونحنُ نقول اننا منذُ زمن لم نسمع بالعلاوة ، الا اننا سمعنا وعملنا بالأداء منذُ عقود وخرّجنا رجالات الوطن ..... وكان لنا وما زال حضور مشرف في السعودية والكويت والإمارات وبقية الدول وكنا نعمل اضافة لمهنة التعليم كمستشارين اكاديميين بمسميات مختلفة ، وكيل مدرسة  وتطوير مناهج  وأساليب تدريس ، هذا ما نعرفه عن الأداء وهذا ادائنا وهذا ديدننا الذي ماحدنا يوماً عنه ولن نحيد .
 
وغِيرنا على العكس منا يعرف العلاوة ولا يعرف الأداء ، يعرف الحوافز والمياومات ويعرف المكافأت والاكراميات ويعرف الرواتب بارقام فلكية ولا يعرف الأداء ، وحدنا المطالب في هذه الحكومه بالأداء ، مع أن أداء المعلم الأردني يشار له بالبنان ، ورغم هذا وذاك المطلوب منحي علاوة تساعدني على الايفاء بمتطلبات الحياة العادية، لا اطلب رغد العيش ، امنحني الحد الأدنى للحياة الكريمة ، فأنا الكريم وانا الحليم وانا الاب وانا الباني وانا من كاد أن يكون رسولا ، لا تضيقوا علينا في ارزاقنا ولا تنتقصوا من كرامتنا ولا تراهنوا على حلمِنا ولتدركوا ان كرامة المعلم هي كرامة وطن .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد