وداعا الحاجة أم هاني الساعي

mainThumb

26-10-2019 10:27 PM

مقالي لهذا الأسبوع شخصي أو خاص أكثر من اللازم ، عام أكثر من اللازم ، إنساني أكثر من اللازم ، الحاجة فاطمة سلامة الطرمان الصبيحات أم هاني التي اختارها الله لجواره نهاية الأسبوع الماضي،  ليست ناشطة نسائية  في مجال حقوق المرأة أو حقوق الإنسان  بشكل عام ولا منظرة سياسية في أحد الأحزاب  ، ولكنها امرأة عظيمة صنعت رجال كرام وأنشأت أسرة كبيرة متعاونة  شاءت المقادير أن يرحل زوجها الحاج سليمان الساعي لجوار ربه في شهر آب عام 1974م ، ويترك خلفه امرأة  في ريعان الشباب وعدد من الأطفال أصابهم القدر في والدهم رحمه الله .
 
ورفضت كل فرص الزواج وكرست نفسها وحياتها لخدمة أبناءها وحمتهم من عثرات الزمن، وكانت الأم الحنون والأخت الكبيرة والصديقة لهم، وانشأتهم على طاعة الله ومحبة الناس وكانت عمود البيت الكبير الذي جمع حوله الصغار حتى أصبحوا شبابا وآباء وأجداد .
 
كانوا كما أرادت الفقيدة أم هاني  يد واحدة احترمهم كل من عرفهم لم نسمع يوما عنهم غير أطيب الكلام، أفضل السمعة  كما أرادت الحاجة أم هاني  النموذج الذي يحترم وسط أهلهم وعالمهم .
 
بالتأكيد أم هاني لم ولن نسمع عنها أنها كرمت كأم مثالية في وطننا العزيز بعد أن استحق هذا التكريم  كما أراد أصحابه فيفي عبده ويسرا والهام شاهين في ظروف  غاب عنها رجال الدولة الحقيقيون.
 
أم هاني الساعي عاشت حتى اختارها الله لجواره وهي تعمل بصمت وفدائية  عاشت وماتت من أجل المثل الأعلى لأسرتها الأولاد والبنات بعد أن أصبحت هي الأب والأم معا بعد رحيل أبو هاني رحمه الله .
 
ولعل وداعها الأخير حتى من أناس لا يعرفونها كان ملفتا للانتباه ودليلا أن ذاكرة شعبنا لم ولن تنسى كل من قدم لهذا الوطن ، وهل يوجد أفضل من تقديم الأسرة النموذجية الناجحة التي هي العمود الأساسي للوطن  .
 
رحم الله أخت الرجال وبنت الرجال  وأم الرجال الحاجة أم هاني الساعي التي كانت صديقة لوالدتي رحمها الله ، فقد أدت رسالتها في الحياة واختار لها القدر وداعا يليق بالكبار قدرا ومقاما .
 
وكم أحزنني أنني لم أتمكن من الحضور لظروف صحية  لكن تعازينا الحارة للأهل وأبناء العمومة آل الساعي والطرمان الكرام  ولكل من عرف قدر وقيمة تلك الفقيدة والمرأة العظيمة  رحمها الله  التي  كانت وستبقى النموذج المشرف لهذا الوطن .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد