خطاب العرش السامي مضامين ومواقف .. محمد حطيني

mainThumb

11-11-2019 08:41 AM

السوسنة - خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، خطاب العرش، بالأمس في افتتاح الدورة العادية الرابعة لمجلس الأمة، بحضور أعضائه بقسميه مجلس الأعيان ومجلس الأعيان، جاء بعيد مناسبتين غاليتين على قلوب الأردنيين جميعا، عودة الأسيرين هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي، واستعادة أراضي الباقورة والغمر بعد خمسة وعشرين عاما بقيتا مؤجرتين للاحتلال الإسرائيلي وفق اتفاقية وادي عربة للسلام التي وقعت بين الأردن والكيان الإسرائيلي، وهو أمر إن دل على شيء فإنما يدل على أن الحق عائد لأصحابه طال الزمان أم قصر. لذا كان من حق الأردنيين أن يفرحوا برفع العلم الأردني خفاقا على هذه الأراضي التي مرت سنوات تأجيرها طويلة، وها هي تعود بعد قرار اتخذه صاحب الجلالة الملك عبد الله بن الحسين بإنهاء العمل المتعلق بتأجير ذلك الجزء من الأرض الأردنية إلى الكيان الإسرائيلي.
 
لقد تضمن خطاب العرش السامي العديد من المضامين على المستوى المحلي والإقليمي وفي الشأن الفلسطيني أيضا. فعلى الصعيد المحلي، أشار جلاله الملك إلى الظروف الاستثنائية التي تمر بها الأردن نتيجة الأوضاع الإقليمية الصعبة، من حروب وإغلاق حدود، والتي تجاوزها الأردن، بحكمة ونجاح بالرغم من تأثيرها السلبي على الأوضاع الاقتصادية في الأردن، في نفس الوقت الذي عبر به جلالة الملك عن تعاطفه مع معاناة كل فرد في الدولة من خلال الإشارة إلى أن في رقبة كل واحد منهم أسرة، لكن تعاطف جلالته برز بصورة جلية من خلال تصريحه من أن الوطن بكامله برقبته، تحمل شامل للمسؤولية قل أن تجده في خطاب مماثل لقمة السلطة في بلد يعاني كما يعاني الأردن من ظروف اقتصادية نتيجة شح الموارد والإمكانات المادية.
 
التفاؤل بالمستقبل سمة متواصلة في خطابات جلالته وأحاديثه برغم الظروف التي دفع الأردن ثمنها غاليا وكلفته الكثير، لاسيما مسألة اللجوء السوري، التي ألقت بكلكلها على البنية التحتية في الأردن، هذا التفاؤل عبر عنه جلالته بكل صراحة بقوله أن المستقبل الواعد أمامنا ومن خلاله نسير بثقة لتحقيق طموح أبنائنا. في الشأن الاقتصادي، ركز جلالته، كما في توجيهاته السامية المتواصلة للحكومة للعمل، على استكمال ما اتخذته من إجراءات تخفف العبء المادي على كاهل المواطن من خلال إعادة النظر في النظام الضريبي وغيره، في سبيل الوصول إلى المستوى المعيشي المأمول وتحقيق الرفاهية للوطن بأكمله، وهذا لا يتأتى إلا بالعمل والإنجاز والتعاون فيما بين السلطات الثلاث، التنفيذية والتشريعية والقضائية، والتي وضعها جلالته أمام مسئولياتها الوطنية التي لا ينبغي الحياد عنها لتحقيق الأهداف المنشودة.
 
في الشأن الفلسطيني، كما هو معلوم، تعرض الأردن لضغوط أمريكية كبيرة لتغيير مواقفه من القضية الفلسطينية.  لكن جلالة بنبله وشجاعته المعهودة وعزمه الذي لا يلين، أشار إلى أن مواقف الأردن تجاه القضية الفلسطينية والمقدسات في القدس الشريف باقية ثابتة غير قابلة للمساومة، وهو أمر لا شك يعبر عن دعم الأردن الدائم للأشقاء الفلسطينيين، وسيحظى هذا الموقف بترحاب شديد من القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، حيث أنه يعكس الإصرار الملكي على حق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه، وحريته وإقامة وبناء دولته المستقلة على ثرى فلسطين. 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد