جبل الدحي وكنيسة ابن الارملة

mainThumb

11-11-2019 12:59 PM

بعد ان انتهينا من صلاة الجمعة في جامع الجزار بعكا مررنا بحيفا وصعدنا للكرمل والهادار الذي يحرس المدينة التي تبكي وتئن من الفراق الذي قد يطول، وفي العودة من اعلى جبل الكرمل لفت نظري عبارة مكتوبة بخط كوفي  على مقهى يبدو انه من العهد الكنعاني  (اننا مواطنين ولسنا ارقام) ايقنت ان الارض لا زالت تتكلم العربية رغم التغريب والتهويد، وفي الناصرة دخلنا في اليوم التالي لكنسية البشارة ومررنا بسوقها القديم الذي لا زال اهلها على عهد السيد الميسح عليه السلام يمشون  الميلين لمن يسخرهم ميلا ويديرون الخد الايسر لمن يلطم الايمن،  وبصحبة الصديق الصدوق ابو بكر الدبوري والذي يعشق التاريخ ويلتصق بالارض وتذكرنا سويا الصعود السابق إلى جبل التابور وقصة الدير هناك والقساوسة الذين استضافوا اهل دبوريا في حرب 48 حماية من عصابات الهاجانا والارجون،   واصطحبني العزيز ابا بكر  إلى جبل الدحي إلذي يطل  على مدينة العفولة من شمالها وعلى ارتفاع( 515) متر عن سطح البحر وفي قمة الجبل يوجد مقام الصحابي الجليل( دحيةبن خليفة بن مروة بن فضالة بن زيد بن امرؤ القيس بن عامر الاكبر بن عوف الكعبي) يرقد بكبرياء قول الشاعر (فغض الطرف انك من نمير: فلا كعبا بلغت ولا كلابا) ونشات قرية بجوار المقام اسمها الدحي نسبة إلى هذا الصحابي الذي توفي في عهد معاوية ابن  ابي  سفيان في المكان الذي يحمل اسمه في فلسطين ويروى ان مرج ابن عامرمنسوب إلى قبيلة عامر التي ينتمي اليها صاحب المقام المذكور وفي بلدة نين على السفح الشمالي لجبل الدحي لا زالت كنيسة ابن الارملة تروي قصة التعايش التاريخي منذ العهدة العمرية حيث يروى ان ارملة مات ابنها الوحيد امامها وجلست تبكيه ومع مرور السيد المسيح من الناصرة التي لا تبعد اميالا عن الموقع وعلم بما حل بابنها واحيا طفلها باذن الله وقامت كنيسة في ذاك المكان وسميت بكنيسة ابن الارملة ومن المعروف ان احد معجزات السيد  المسيح عليه السلام  أحياء الموتى باذن الله وكما ورد في القرآن الكريم (وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) صدق الله العظيم. وانتهى بنا المطاف إلى بحيرة طبريا مرورا بمقام سيدنا شعيب عليه السلام وسهل حطين وموقع عين جالوت والتي لا زالت  تسمع فيها صهيل الخيول وصليل السيوف في بانوراما تختزنها ذاكرة التاريخ وتذكرنا بانهم مروا من هنا الى بيت المقدس  (إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) صدق الله العظيم،،




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد