أين نحن ؟

mainThumb

13-11-2019 12:16 PM

لا يمكن تفسير أو تحليل ما يحدث في داخل البلد، اذا لم نكن محيطين بما يحدث في الخارج، بمعنى ان الكثير ممن يحللون احداث الداخل، يستندون الى احداث و معلومات داخلية ولا يبحثون عن بواعث هذه الاحدات ولا مآلاتها -بقصد أو بغير قصد-، ثم يغفلون الموقف الدولي، والصراع على المصالح، واللاعبين الاساسيين في الساحة.. وبتوضيح أكثر : ان الكثير لم يخرجوا من الصندوق ولا تهمهم الاصوات العالية خارج الصندوق.. فترانا اذا تعرضنا لحدث ما ننكفئ على أنفسنا ونبدأ بلومها وتجريمها ونتعرض للدين ثم لعلاقاتنا البينية والى همروجة لا يأتينا الشر الا من أقرب الناس، فتبدأ العنصرية الضيقة وتجريم القريب قبل البعيد.. مع أن كل العرب ليس لهم مصالح يتحركون على أساسها، ولا عندهم دول يسعون لوضعها على خارطة الموقف الدولي وتكون فاعلة، أو على أقل تقدير تكون تدور في فلك دولة فاعلة، تحسب حسابها على أساس ..-تحرك وحصتك محفوظة- كما يحدث مع تركيا.. فكل من يتحركون داخل الدول العربية يعملون بالسخرة عند الدول الفاعلة، وإن حاولوا أن يعموا على الشعوب ويوهموهم أن لهم دولا تملك أجهزة ومؤسسات، وهذا كله ما هو الا نموذج تشبيهي، كنموذج الطائرة التي يتعلم عليها الطيارون المبتدئون، لا يتحرك ولا يطير..
 
اختصار الحديث، نحن محتلون والصراع الان على منطقتنا بين الاستعمار الحديث المتمثل بالانجليز والفرنسيين، والاستعمار الجديد المتمثل بأميركا ومن يتابعون سفينتها طمعا بمصالح تجارية، كما النوارس التي تتابع السفن.. وكل ما يحدث هو من تدبير هذه الدول، فإذا استخدموا الدين هذا لا يعني ان الدين يتحرك فعليا وله مصالح بل هو شبح مسيطر عليه وليس حقيقيا، ومنحرف عن مقاصده، وإذا نادوا بالوطنية، فهي كذلك ألهية فارغة ليس فيها ما يؤكل..
 
لذلك الوعي على واقعنا هو الاساس في الخلاص، واللبنة الاولى في البناء الذي نريده، ومن الضروري أن نعرف أين نحن، حتى نستبين طريقنا، ونترك انفعالاتنا غير المبررة مع أي حدث تصنعه الدول المتصارعة وإن كان بأيدينا...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد