جدلية الدولة العربية الحديثة

mainThumb

29-11-2019 10:24 PM

بالتزامن مع الاحتجاجات التي تجتاح العالم العربي، يقفز سؤال: لماذا الدولة العربية الحديثة أوصلت الشعوب الى هذا الحد من اليأس والبؤس والضياع، وباتوا إما في حرب او في الشوارع يطالبون بأبسط حقوق المواطن، والحد الادنى من العيش ؟.
 
فهل هذه الحال مبرمجة، بمعنى أن الدولة أنشئت من أجل هذا الهدف، وهل الدولة حرة أم هي دولة وظيفية تنفذ أوامر صناعها ولا تسأل لماذا ؟.
 
الظاهر أن تشابه ردات الفعل لأنظمة البلاد التي ينتفض شعبها، تؤكد الرأي السابق، فالسلبية والتعنت، والنزق، والقمع غير المبرر، تعني أن النظام الوظيفي يجابه حقوق الشعوب، دون أي مسؤولية أو تفويض باتخاذ قرار يرضي الشعوب ولو جزئيا، ثم من الواضح أن الكثير ممن وضع كواجهة لادارة البلاد غير مؤهل ولا يعرف شيئا عن واقع الشعب لا هو ولا زبانيته، ما يجعل الشعوب يغرقون سنة بعد سنة في الفساد والفشل والضياع..
 
بعد مضي كل هذه السنين الطويلة على إنشاء الدولة العربية اكتشف الشباب العربي أن دولهم تعمل للمستعمرين الذين احتلوا البلاد العربية، فتولت بدل الاستعمار تكريس التجزئة والضعف والاحتياج لهذه الدول التي يمتلك شعوبها ثروات طائلة، فتشرف هذه الدول على سرقة مقدرات الشعوب العربية، وتقوم الدول المستعمرة بإعطاء الشعوب الفتات مما تسرقه لهم الدولة الوظيفية، فاستعملت هذه الدولة الحيلة للسيطرة على الشعوب، فمرة ترفع لهم لواء الوحدة العربية، ومرة تلعب على وتر استرداد الحقوق والأراضي المغتصبة، ومرة يدندنون حول الدين، حتى إذا ضمنت أنها مزقت الشعوب من جهة ووثقوا بها من جهة أخرى، قلبت لهم ظهر المجن واكتشف الكثير أنها هي الاستعمار  تنكر بلباس عربي.. والان الشعوب تحاول أن تطلب من الاستعمار أن يخلصها من الاستعمار  ولم تدرك أنه اذا أردت أن تحارب أحدا عليك أن تقف مقابله وليس بجانبه..!!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد