خلط أوراق المنطقة

mainThumb

15-01-2020 11:17 PM

هذه المرحلة تأتي بعد تسارع الأحداث، وكثرة الوقائع وتزاحمها، وهي مقدمة لمرحلة ترتيب تلك الأوراق حسب الأولويات والمصالح، والتي سوف تأخذ وقتا طويلا، حتى تستقر الأمور وتسير حسب ما خطط لها لمرحلة مستقرة، وعلى الأمة أن تدرك أين هي أولوياتها ومصالحها من ذلك الترتيب.
 
       فبعد تسارع الأحداث من غزو العراق، والحرب على ما يسمى بالأرهاب، وما يسمى بالربيع العربي، وبروز إيران كقوة اقليمية، وتنامي الدور التركي، والدور الروسي المتضخم في المنطقة، وما يسمى بصفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية، يأتي دور خلط هذه الأوراق بعضها ببعض، حتى يصار إلى إعادة ترتيبها من جديد.
 
       بدأ خلط الأوراق بقتل سليماني، واسقاط الطائرة الاوكرانية، وتدخل القوى العالمية والاقليمية والعربية في بعض الدول بشكل مباشر، في العراق وسوريا وليبيا واليمن، وبشكل غير مباشر في أخرى، وتغير النهج السعودي والخليجي بشكل عام من الأكثر محافظة إلى أكثر انفتاحا.
 
       فلا بد من اليوم فصاعدا، أن يبحث الجميع عن دور فاعل في ترتيب أوراق المنطقة القادم، بما يضمن اولويات ومصالح الأمة، وذلك يبدأ من الشأن الداخلي لكل قطر عربي، من اصلاح فعلي شامل، ومحاربة صادقة للفساد بكافة أشكاله، ومشاركة فاعلة لكافة أطياف الشعب وعلى جميع المستويات، لترسيخ حجر اساس الاصلاح والمشاركة. وعلى مستوى الاقليم، لا بد من وضع حد للتدخلات الخارجية في الشأن العربي، ثم التوجه نحو مصالحة شاملة، وتعاون اقليمي مع الدول الكبرى في الاقليم، ومع الدول العالمية الكبرى على مبدأ تحقيق المصالح المشتركة، بما يكفل الحل العادل والمشرف للمشاكل في كل المنطقة العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
 
       وإلا فإن ترتيب الأوراق القادم للمنطقة، سيخرج الأمة كلها من الميزان الدولي، اقتصاديا وسياسيا، ويفاقم الأوضاع سوء في الشأن الداخلي، وسوف يطول الرحيل عبر نفق مظلم لا يعلم أحد نهايته إلا الله.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد