حروب الوكالة

mainThumb

19-01-2020 11:12 PM

السوسنة - مع مطلع عام 2020 باتت الدلائل المادية على الأرض تشير الى تفاقم حروب الوكالة بين الدول الاقليمية والعالمية المتصارعة على الأرض العربية.

 
وتُعرّف حروب الوكالة على أنها: حروب غير مباشرة بين قوى إقليمية أو عالمية تستخدم «مرتزقة» أو حكومات أخرى تدعمها في معاركها لتحقيق أهدافاً سياسية وميدانية على الأرض.
 
في العراق، هناك غضب رسمي وشعبي إزاء الوجود الاميركي والسياسة الاميركية تحركه خيوط ايرانية تتحكم في المشهد خاصة بعد اغتيال الجنرال الايراني قاسم سليماني، في عملية أميركية نفذت بقرار من الرئيس الأميركي، الأمر الذي زاد حدة التوتر.
 
العراق الذي يعاني منذ أكثر من عشرين عاماً من عدم الاستقرار، تحول إلى ساحة لحروب اقليمية وعمليات إرهابية دامية، فبعد أن بدأ يستعيد عافيته، بات اليوم أكثر عرضة للعودة الى المربع الأول، ويواجه مخاطر حروب الوكالة بين واشنطن وطهران على أرضه وبدماء شعبه.
 
وفي ليبيا، تشتد المعارك بين قوات خليفة حفتر وحكومة الوفاق الوطني الليبية التي يتزعمها فايز السراج – المعترف بها دولياً- وتزداد الأطراف الاقليمية المتصارعة في دعم الطرفين في قتالهم، الأمر الذي يزيد المشهد تعقيداً ويغرق البلاد بالدماء الليبية.
 
تركيا بدأت بدعم حكومة السراج بارسال 3000 آلاف مقاتل «سوري» وليس تركي، ممن تدعمهم في سوريا، مقابل حفنة من الدولارات، وقد ترفع هذا الرقم في المستقبل القريب حسب مجريات الأحداث.
 
ودخلت على خط المواجهة الليبية اليونان، وهي الخصم التقليدي لتركيا، حيث أعلنت دعمها لقوات خليفة حفتر، وعن نيتها إرسال قوات في سبيل ذلك، مما سيزيد المشهد تعقيداً ويحول الأراضي الليبية لساحة معارك بين وكلاء اليونان وتركيا ويوغل في الدم الليبي.
 
وفي اليمن حدّث ولا حرج، فحروب الوكالة مزدهرة في هذا البلد العربي الفقير، انعكست سلبا على واقع الأمن والحياة هناك وأحالت حياة المواطنين إلى بؤس ودمار.
 
وفي سوريا، التي تعد أنموذجاً لحروب الوكالة المنظمة، بين قوى عالمية وإقليمية ما زالت مستعرة إلى يومنا هذا دفع ثمنها الشعب السوري وحده دن غيره.
 
بالمحصلة العالم العربي، اليوم مُثخن بالجراح، وتحول الى ما يسمى «الرجل المريض» الذي تتداعى عليه القوى العالمية وتتنافس على تقاسم النفوذ فيه لأكل خيراته بلا مانع أو منازع، فنحن اليوم نعيش حالة التردي التي عاشتها الأمة مطلع القرن الماضي والتي أدت الى تقاسم المنطقة بين الدول الاستعمارية الكبرى، وترسيم حدود المنطقة العربية كمن يقطع قالب من الحلوى.
 
من المخجل، أن تجد قوى عربية موالية لدولة (س) وأخرى موالية لدولة (ص) وتتصارع بتمويل من هذه وتلك، وتوقع القتلى بين الشباب العربي، فنحن اليوم على قدر كافٍ من الوعي والمعرفة والاطلاع على بواطن الأمور، وعلى الشعب العربي أن يكون أكثر وعياً لما يحاك له، وأن لا يقبل للوكلاء من أبناء جلدتهم أن يستبيحوا البلاد والعباد لصالح أعداء الأمة.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد