النائب الذي نريد - نهيل الشقران

mainThumb

21-01-2020 09:03 PM

كلّما أحسّ المواطنون بأنّ موعد الانتخابات النيابيّة اقترب ، يطلّ علينا أربابُ الأقلام  – وما أكثرهم – بالعبارت الآتية : ضرورة اختيار الأفضل ، والنّائب الذي نريد ، و ضرورة الابتعاد عن العشائريّة والمناطقيّة ، ويجب أن يكون النّائب صادقاً مع ربّه أميناً مع مَن يمثّلهم ، يحمل همومهم ويعبّر عن آمالهم وتطلّعاتهم ، يتحسّس مواطن حاجاتهم فيحاول قدر استطاعته أن يحصّل حقوقهم ويوصلها لهم ، أو يوصلهم لها . 
 
كُلّ هذا من الأمور الحَسَنة التي ندعو نحن أيضاً إليها ، ونتمسَّك بها ، ونُصرّ على أن تكون من شروط النائب العتيد ، الذي نتمنّى أن يكون ممثّلاً لنا تحت قبّة البرلمان ، لكنّنا تناسَينا أموراً كثيرة وعلى جانب كبير من الأهميّة ، نسينا أنّ من واجبات النائب نفسه الأساسيّة القيام بالدّور التشريعيّ الذي يضمن من خلال هذه التشريعات الجديدة ، أو تعديل التشريعات القائمة وصول الحقوق لأصحابها دون معاناة ٍ ، ودون تذلّل لا لنائب ٍ ولا وزير ، لأنّ التشريع نفسه هو الذي يحمينا كمواطنين ، ويوصلنا إلى ما نريد ، وليس الوساطة ولا المحسوبيّة 
فعلى سبيل المثال لو طبّقنا مبدأ التكافل من خلال إيجاد تشريع يُنشِئ صندوقاً للزكاة ، يكفل إيصال أموال الزكاة لمستحقّيها لما بقي فقير واحد أو على الأقلّ لتناقص عدد الفقراء إلى حدّ كبير .
ولو طبّقنا مبدأ التكامل بين القطاعَين العامّ والخاصّ ، لاستطعنا استيعاب أعداد ٍ متزايدة من الخرِّيجين المتعطّلين عن العمل ، وذلك من خلال تشجيع الحكومة للاستثمار المحلّي لرؤوس الأموال المحليّة ، بإعفائهم مثلاً من بعض الضرائب والرّسوم وغيرها . 
ولو توجّه طلبتنا الأعزّاء إلى المسار المِهنيّ ، بأعداد ٍ كبيرة ، فإنّ السّوق المحليّة والعربيّة قادرة على استيعابهم ، لأنّ معظم عمالتنا تعتمد على العمّال الوافدين ، وخصوصاً في المهن اليدويّة وعلى رأسها العمل في قطاع الزّراعة مثلاً .
وهذا يتطلّب من الأسرة في المقام الأول ، والدّولة في المقام الأخير ، تنمية الاتّجاه إلى التعليم المهنيّ والتدريب ، والتخلّي عن طلب الوظائف المكتبيّة التي ينتظر بعض أبنائنا عشر سنوات أو أكثر للحصول عليها ، وعندئذ ٍ يكون قد فاتهم الشيء الكثير . 
إذن علينا أن نهتمّ بإعادة النظر في مطالبنا الخاصّة من النوّاب ، وجعلها مطالب عامّة تعيد النّظر أساساً بوظيفة النائب أو بالأحرى مهمّته كنائب وطن . ليكون الإصلاح الذي نادى وينادي به جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين - حفظه الله – شاملاً لجميع مناحي الحياة .
عاش الأردن قلعة أبيّة في وجه الأعداء وعاش أبو الحسين حفظه الله . 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد