بعض من الأحداث في عالمنا

mainThumb

22-01-2020 04:07 PM

الأحداث كثيرة في العالم العربي، بل ومتسارعة أيضا، وليس بالوسع ذكر كل الأحداث التي ألمت بهذا العالم خلال السنوات القليلة الماضية التي انقضت كغيرها، لكنها حملت مفاجآت في أكثر من دولة مثل العراق، ولبنان وليبيا.  انظروا إلى حال العراق، والتفجيرات شبه اليومية التي تحدث فيه والمظاهرات والتدخل الإيراني والعنف والقتل، والبعد الطائفي الظاهر في علاقة مكوناته بعضها ببعض، والتفكك على مستوى الدولة فيما بين السنة والشيعة وحتى الأكراد على مستوى الحكم في البلد، ولبنان الذي تفجرت به مظاهرات شعبية تخللها مظاهر عنف، لكنها أطاحت بشكل أو بآخر بالطبقة الحاكمة.
 
فلسطين وقضيتها، تئن من جوانب عدة، فلا الأطراف الفلسطينية داخليا على وئام فيما بينها، والخلاف والخصام دأبها بالرغم من محاولات الصلح العديدة التي تبنتها أطراف عربية مختلفة. هناك حكومتان واحدة في رام الله وأخرى في غزة، وخارجيا لم تكن ثمة محاولات جادة لاستئناف مفاوضات السلام مع الكيان الإسرائيلي والتوصل إلى حل الدولتين الذي ينادي به المجتمع الدولي، وحل مشكلة اللاجئين والمهجرين الذي يتعرض منهم لموجات قسرية أخرى من التهجير كما في مخيم اليرموك في سوريا. وها نحن نلحظ الإجراءات التي يتخذها الكيان الصهيوني لضم منطقة الغور واعتبارها من ضمن الأراضي التي يسيطر عليها قسرا في فلسطين، حتى تلاشى أمل الحل في الدولتين.
 
سوريا، بلد ثورة السنوات التسع حتى الآن ، بسط الدب الروسي الذي كشر عن أنيابه في ظل غياب الإرادة الدولية الجادة، والتراجع الأمريكي والأوروبي في حل المشكلة السورية، نفوذه وسيطرته على أجزاء واسعة منه، نعم على هذا الجزء الغالي من الوطن العربي ليبرهن للعالم أنه ما برح قوة عالمية عظمى يحسب لها حساب بالرغم من الوهن الذي أصابه وحليفه الإيراني واستنزافهما عسكريا واقتصاديا، كما النظام في ذلك البلد الذي نالت منه الحرب ومن الشعب السوري الكثير نتيجة الثورة التي مع الأسف لم تحقق ما كان الشعب يرنو إليه من الحرية والخلاص.
 
ليبيا في ماضيها شكلت علامة فارقة في محيطها العربي، بالنظر لمقتل رئيسها نتيجة الثورة التي لم تكن ثورة بالمعنى الحقيقي للكلمة بالنظر لوجود قوى عالمية لها نفوذها هي من لعب الدور الرئيس في إسقاط نظام القذافي، ليس بسبب امتلاك أسلحة كيماوية والسعي لامتلاك أسلحة نووية كما قيل، بل هو نظام مبرمج لتدمير البنية التحتية الليبية، وتشغيل ماكينة الصناعة الحربية التي تشهد تطورات متسارعة وتصنيع أسلحة أكثر فتكا من الأجيال التي سبقتها، والأكثر من ذلك، ما يقال عن أن الرئيس القذافي كان يعمل على إصدار عملة إفريقية مغطاة بالذهب تكون بديلا عن الدولار الورقي الأمريكي، والفرنك الفرنسي في التعاملات المالية في الدول الإفريقية، وها هو الوضع في الدولة من سيء إلى أسوأ بين حكومة وفاق لها رئيسها وأخرى يرأسها أحد الجنرالات.
 
اليمن لما يسلم من الفتن من بعد، بفعل الأيادي الخفية التي لا تريده مكملا لأخوته وجيرانه من دول الخليج العربي، بل يريدون له أن يكون شوكة في خاصرة هذه الدول والعمل على استنزافها قدر الإمكان.  وكان لهؤلاء في جماعة الحوثيين وحلفائهم في الداخل ضالتهم التي عملت على تنفيذ مؤامراتهم ومخططاتهم بالطريقة التي أرادوها وخططوا لها من خلال الانقلاب على النظام الشرعي والتحالف مع قوى إقليمية لا تريد سوى الشر لشعوب المنطقة.
 
أما القائمون على الإرهاب، فلم يتركوا مدخلا ممكنا إلى حيث يمكن القتل إلا وأقبلوا عليه، دون وازع ديني يثنيهم عن ذلك، ديدنهم التجرد من كل القيم الإنسانية والأخلاقية التي تميز الإنسان عن غيره من الخلائق، فوجهوا سهام حقدهم الدفين على كل ما أتاحته لهم أيديهم الآثمة في أكثر من دولة عربية، كما حدث في البحرين وفي غير البحرين أيضا.
 
المثير للهواجس فيما سبق، أن ثمة عنصرا دخيلا كان له دور كبير في اختلاق المشاكل في معظم البلاد العربية، وهي الدولة الإيرانية التي تعمل دون هوادة وبلا كلل على التدخل في الشأن العربي حيثما أمكن لبسط سيطرتها وفكرها ونفوذها، واستعادة أمجاد الدولة الصفوية والفارسية التي ولت إلى غير رجعة ولن تقوم لها قائمة مرة أخرى، وإلصاق تهمة الإرهاب بأهل السنة والجماعة، والأدلة على ذلك متعددة معروفة، لاسيما في الداخل العراقي الذي شهد اغتيال قاسم سليماني قائد ما يدعى فيلق القدس بطائرة مسيرة أمريكية، وكاد يؤدي إلى نشوب حرب في المنطقة لا حاجة لها في الإقليم بعد كل الأحداث المتسارعة التي تتنوع وتثور على حين غرة، تحمل في طياتها كثيرا من المفاجآت.
 
وهنا نسأل، هل يشهد العام الجديد تحولا جادا في الموقف الأمريكي من قضايا المنطقة والذي تراجع كثيرا في السنوات القليلة الماضية، ليس في منطقتنا فحسب بل على الساحة العالمية أيضا؟ وهل يتم وضع حاد للتمرد الإيراني، وإعادة هذه الدولة إلى حجمهما الحقيقي في عهد الرئاسة الترامبية، أم يبقى الوضع كما هو عليه، ويسير من سيء إلى أسوأ؟  ليس هناك كثير من التفاؤل فيما أعتقد، بل إن الأمور تسوء من سيئ إلى أسوأ. وه هو العام الجديد قد بدأ ولا يلبث إلا أن ينتهي كغيره مع أشهره الاثني عشر، ولا نملك إلا أن ننتظر ما سيستجد من أحداث في هذا العالم، وهل سيسير الزمان بنا إلى حال أفضل أم على خلاف ما نشتهي، لاسيما في ضوء الإعداد لمحاكمة ترامب في أمريكا وعزله من منصبه؟  لننتظر ونرى.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد