ادارة الازمات - د. مناور الراجحي

mainThumb

31-03-2020 01:23 AM

تغريدة أستاذنا آدم العتيبي «الأزمات لا تدار من قيادي جبان يخاف من ظله، ويتردد في اتخاذ القرار. عند المحن والصعاب تظهر معادن الرجال أما القيادي الذي ينزل بالبراشوت فيهدم وطنا ويدمر أمة عند الأزمات والكوارث»، حركت شيئا بداخلي، نعم ما تطرق له أستاذنا صحيح وواقعي، ونضيف أن إدارة الأزمات ليست وليدة اللحظة بل قديمة قدم الحضارة الإنسانية، والحاجة الإنسانية والظروف الطبيعة دعت لتكون إدارتها مظهرا من مظاهر التعامل الإنساني مع المواقف الطارئة أو الحرجة التي تواجهها الأمم، ففي الدول ذات الاستراتيجية الشفافة والواضحة يوجد لديها مركز معد مسبقا يطلق عليه «إدارة الأزمات» يتكون من مجموعة ليست بقليلة من مختلف التخصصات والتكوينات، أين نحن من هذا المركز؟!

ويكون دور هذا المركز إعداد الخطط لمواجهة الأزمات بوضع ضوابط علمية وواقعية يتم إعدادها بشكل مبكر لمواجهة الأزمة المتوقعة والتصدي لها حال وقوعها، وإعداد الخطط لمواجهة الأزمات يجب أن ترتبط بشكل وثيق بالسياسة العامة للدولة وإمكانياتها وتوجيهاتها، ويمكن تطبيق عملية التخطيط على أي نوع من أنواع الأزمات المحتملة، ويرتبط التخطيط بالتنبؤ بالأزمة المحتملة والظروف المحيطة بها وجميع أطرافها وتحديدها عند نشوبها، ورسم الاستراتيجية التي تتم معالجة الازمة من خلالها، وتحديد الأولويات وتقييم المخاطر وتحديد نوع الأزمة ومكان ووقت حدوثها وإمكانية تشابهها مع مثيلاتها من أزمات سابقة، وتحديد دور الجهات والمؤسسات التي ستشترك في إدارة الأزمة وأسلوب التنفيذ للخطة المقترحة، واستعراض تجارب الدول المتقدمة في التعامل مع مثل تلك الأزمة وتدريب الفرق المختصة أو المكلفة بالإشراف على إدارة الأزمة، فأين نحن من هذا المركز؟! وأين الفريق المتخصص والمؤهل على إدارة الأزمات ومدرب على تنفيذ الخطط والسيطرة عند وقوعها، أين نحن؟

٭ أرجوحة تعريفية: أشار المختصون إلى مفهوم إدارة الأزمات على أنه «اتخاذ إجراءات طارئة تحت ضغوط متنوعة ومتعددة ومؤثرات داخلية لحل مشكلات سببتها الأزمة نفسها إما بفعل وإما بتراكم آثار وسلبيات البيروقراطية والإهمال مرورا بعواقب الأزمة أو خسائرها»، ويشير التعريف الثاني الى أنها «العملية الإدارية المستمرة للنظام السياسي التي تهتم بالتنبؤ بالأزمات المحتملة عن طريق الاستشعار ورصد المتغيرات للبيئتين الداخلية والدولية المولدة للأزمات، وتعبئة الموارد والإمكانيات المتاحة لمنع أو التعامل مع الأزمات بأكبر قدر ممكن من الكفاءة والفاعلية وبما يحقق أقل قدر ممكن من الضرر للنظام وللبيئة والعاملين على ضمان العودة للأوضاع الطبيعية في أسرع وقت وبأقل تكلفة، مع استخلاص الدروس والنتائج المهمة لمنع حدوثها وتحسين طرق التعامل معها مستقبلا، وتعظيم الفائدة الناتجة عنها إلى أقصى درجة».

حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها ومقيميها من كل مكروه.

 

رئيس قسم الاعلام - جامعة الكويت



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد