مشكلات خيالية .. د.نادية القناعي

mainThumb

05-05-2020 05:29 PM

رغم أن البعض قد حذّر من الشفقة، من بينهم الكاتب ستيفان زفايج الذي ألف رواية تدور حول هذا المعنى، وكان عنوان الرواية «حذارِ من الشفقة»، ورغم أننا نمر بمراحل التطور السريع في هذا العصر الذي أصبح فيه العالم بين أيدينا، فإننا سنشفق على أنفسنا.

لن نشفق على أنفسنا بسبب ضعفنا الإنساني الذي تتهاوى بسببه قوتنا أمام أصغر الأشياء، ولن نشفق على أنفسنا لأننا نصادف في حياتنا من نمد لهم أيدينا لننقذهم ثم نُفاجأ أنهم افترسوا تلك الأيدي الممدودة، ولن نشفق على أنفسنا لأننا نسمي الأشياء بغير أسمائها أو لأننا نصف الأشياء بصفات معينة بغير وجود تلك الصفات فيها، ولن نشفق على أنفسنا لأننا اعتدنا على أن نرى الخطأ صوابا والصواب خطأ، ولن نشفق على أنفسنا لأننا لا نستطيع أن نسير مع العمالقة، لأن أقدامنا سيُداس عليها يوما ما، ولن نشفق على أنفسنا بسبب المشكلات التي لسنا السبب في حدوثها كالكوارث، لكننا سنشفق على أنفسنا لأننا نخلق مشكلات من لا شيء.

إن معظم الناس يهتفون مع أيّ شخص يقف على المنصة، وبما أن وسائل التواصل الاجتماعي قد أتاحت للجميع فرصة الوقوف على المنصة، فقد أصبح من السهل إثارة المشكلات بين الناس، ونرى من يصفق لها، لكن إذا نظرنا إلى مضمونها نرى أنها مشكلات خيالية ترتبط بالأنا، فالمشكلات الحقيقية كما يقال هي التي لا ترتبط بالأنا.

الخلاصة هي ألا نكون كأصحاب القصة التالية، حيث تحكي القصة أن شخصين أحمقين كانا يسيران في إحدى الطرق، فقال أحدهما للآخر ليتمنى كل واحد منا شيئا فإن الطريق تُقطع بالحديث، فقال أحدهما: أنا أتمنى قطائع غنم أنتفع بها، وقال الآخر: أنا أتمنى قطائع ذئاب أرسلها على غنمك حتى لا تترك منها شيئا! فتخاصما بعد ذلك واشتدت الخصومة بينهما وانتظرا أن يحكم أحد بينهم

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد