هل فلسطين دولة محتلة ؟ .. مياح غانم العنزي

mainThumb

12-05-2020 02:58 AM

منذ سنوات لم اسمع هذا السؤال موجه لزعيم دوله او رئيس منظمه دوليه بالرغم من انه مدخل لدحر اي حجه باطله وسلاح يضمن فيه الإنتصار كل من يخوض نقاش سياسي ،كذلك يجد فيه ضالته كل من يود احراج اي زعيم او مسؤول في الشرعيه الدوليه او غيرها،فإن كانت محتله لماذا دعم الإحتلال وان كانت غير محتله فما فائدة مجلس الأمن والقرارات الصادره عنه منذ سنوات تفيد وتقر بالإجماع ان فلسطين محتله ويجب انهاء الإحتلال فورا .


فلسطين هي قضيتنا الاولى والإقصى جزء من عقيدتنا هكذا نؤمن ويردد حكام العرب والمسلمين،إلا ان هذا السؤال الذي يضع القضيه دائما على رأس الأولويات في كل محفل ويعيد توجيه الأضواء عليها لم نسمعه منذ سنوات ،لا في المحافل الدوليه ولا في المؤتمرات الصحفيه للزيارات الثنائيه او القمم ، لا أعتب على الإعلاميين الغربيين التي تمثل لهم قضيتنا الفلسطينيه امرا ثانويا غالبا ، لكنني اتعجب فوق كامل العتب على الإعلاميين العرب والمسلمين إذ أن فلسطين عربيه اسلاميه


ما هو السبب يا ترى ؟ هل السبب في ذلك تعليمات داخليه ام أوامر خارجيه ؟ ام لا هذه ولا تلك انما اصبحت القضيه لشعوب العرب والمسلمين ثانويه .

قبل الدخول في خطط عار التطبيع بصوره مباشره او غير مباشره ،وقبل دفع الأمتين العربيه والإسلاميه في حقبة الأكثر ذللا والأقل كرامه وسياده الحاليه،كانت قضية فلسطين من المكانة المهمه بحيث يربطها جل الإعلام العربي الإسلامي بكل موضوع في كل محفل،بل يربطها الحكام في كل خطاب او صفقه او تحالف بحيث يحاولون تقويتها ،حتى تبقى في المقدمه ولا تغيب عن اذهان الأجيال .

مؤسف ما نشاهد ونرى ليس فقط التخلي عن فلسطين والأقصى ثم زاد عليهما الجولان وقريبا غور الأردن وربما بالمستقبل ما لا يحلم به المحتلون ، إنما الوقوف ضدهم وتصوير المحتل بأن من حقه ان يعيش بسلام ،وأن المقاومه الفلسطينيه المشروعه هي ارهاب في حق الكيان المحتل،دول فيها كل ما يقول او يغرد بحرف مراقب محاسب وإن تجاوز الخطوط الحمر يذهب خلف الشمس تطلق العنان لأشخاص اختيروا جيدا حيث فقدان الحياء والغيره والدين لشتم شعب الجبارين ليل نهار وتلميع صورة المحتل ،تصف الفلسطيني بالعدو والإسرائيلي بالصديق الذي لم يأتي منه ضرر لبلادهم .

مؤسف انه بعد 80 سنه من إغتصاب الكيان المحتل لأرضنا العربيه والإسلاميه ،بعد الحروب بغض النظر عن النصر او الهزيمه فيها، التي شنها العرب ضد المحتل وقدموا فيها الشهداء والتي تدل على الوحده والكرامه ، وبعد أنهار دماء الاشقاء في فلسطين التي سالت ولا زالت دفاعا عن الارض العربيه ومقدساتها ،ان يأتي من رحم الأمتين من يغدر الأقصى وفلسطين ويرسل رسائل مباشرة ان القضيه الفلسطينيه لم تعد تعني له شيئا وانه صهيوني الهوى إسرائيلي المزاج من داعمي الإحتلال تحت ستار من حق شعب اسرائيل العيش بسلام.

دول عربيه واسلاميه تشن حروبا وترسل الأسلحه بحسب اتفاقيات رسميه او غير رسميه لدعم الشرعيه المعترف بها دوليا في بعض الدول العربيه مثلما يحدث في اليمن وليبيا  ودول اخرى تدعم دولا عربيه علنا بالتدخل العسكري المباشر بحجة دعم الشرعيه او بطلب منها مثلما يحدث في سوريا .

والسؤال لماذا لا تدعم الحكومه الشرعيه او المقاومه الشرعيه في فلسطين المحتله عسكريا او بالسلاح اسوة بشقيقاتها الشرعيات العربيه الأخرى،لماذا يرسل الحليب والبطانيات للفلسطيني المقاوم على اسس شرعيه اقرها القانون السماوي والدولي بينما يرسل السلاح والجنود لوطن عربي ليتحارب شعبه بينهم ولصنع ميليشيات يكون لها ولاءات تخدم الاحقاد والأطماع والأجندات ، ونؤكد ان شرعية مقاومة الإحتلال مستمده من قوانين مجلس الأمن التي اقرها بالأغلبيه الساحقه قبل عدة عقود ولم تستخدم اي دوله دائمة العضويه حق النقض الفيتو وقتها مما يدل على عدالة القضيه الفلسطينيه والمقاومه ومشروعيتهما الدوليه .

أمريكا تتبجح بدعم الكيان المحتل عسكريا وماليا وسياسيا وذلك يخالف قرارات مجلس الامن الدولي ، وهناك دول عربيه واسلاميه تفتخر بتوقيع اتفاقيات سلام وعلاقات دبلوماسيه او صداقه مع محتل مقدسات المسلمين وارض الشقيق وبعضها يرفع علم الاحتلال فوق هامات شعوبها وهناك من في طريقه للرفع الرسمي بحجة او اخرى.

امريكا تتبجح بدعم محتل مقدساتنا واراضينا ونحن نتبجح بأن امريكا حليفتنا التاريخيه ونغدق عليها المليارات لرفد خزينة واشنطن ودعم ميزانيتها لتستطيع دعم الاحتلال اكثر واكثر وتوفير مئات آلاف الوظائف للشعب الامريكي المنحاز بأكمله تقريبا للكيان المحتل ، بل وكما تسرب ندفع الملايين مقابل تغريدات لا تزيد عن 170 حرف لترامب سواء مدح هذا او ذم ذاك وحسب الأجندات والأزمات .

يا خسارة امة خافت وجبنت وتخلت حتى عن سؤال هل دولة فلسطين محتله؟

نعلم ان هناك واقع سياسي وجغرافي خلقه الكيان المحتل لكن هناك هامش كبير من المناوره التي لا تؤثر على مصالح دول العرب والمسلمين ،كالإستمرار بالمقاطعه ورفض اي تطور او فعل احتلالي جديد يمس فلسطين ،لا تنسى ذكر القضيه ولا تخالف ما تم الاتفاق عليه بالجامعه العربيه بشأن فلسطين ولا تحقق مصالحك وتقدم بلادك وكسب رضى الكبار عنك على حساب دماء المسلمين ومقدساتهم في فلسطين .

خلاصة القول :

لا يدوم احتلال شعب ديدنه المقاومه وايمانه ثابت بالدفاع عن الارض والعرض والدين ،ولاد للشهداء والمقاومين ولحرائر ماجدات تغرس في نفوس اطفالها حب الاقصى والارض والدفاع عنهما .

لا تقف مقاومة تعتبر الأقصى جزءا من عقيدتها والدفاع عن الارض والعرض والدين جزءا من دينها وكرامتها وثوابتها ،لا تقف مقاومة شعب يفضل شبابه قبل شيابه الموت دفاعا عن الأقصى والكرامه، على العيش تحت احتلال ومذلة .

 

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد