كَفَاكُمُ غُشاً وَمُتَاجَرَةً فِي اَلَمَوَادِ اَلْغِذَائِيَةِ أَيُهَا اَلْتُجَّار

mainThumb

16-06-2020 11:12 AM

لقد عانى الشعب الأردني كثيراً ومنذ سنين طويلة من غُشِ وجَشَع اَلْتُجَّار في مختلف أنواع المواد التموينية، فدعونا نسرد هذه القصة الحقيقية عن الهوامير (كما يسمون بعض اَلْتُجَّار في أردننا العزيز)، لقد تولَّى إبن عمي معالي نبيل أكرم أبو الهدى رحمه الله زوج إبنة دولة أحمد طوقان وزارة التموين على زمن دولة مضر بدران رئيس الوزراء.

وكانت الحرب العراقية الإيرانية في تلك الفترة في أوجها، وحاول الكثير من اَلْتُجَّار وبعض الأفراد المتاجرة في أرزاق الشعب العراقي ولكن بعض الشرفاء رفضوا ذلك. فحاول بعض اَلْتُجَّار في تلك الفترة إدخال باخرة لحوم للأردن ولكن عندما أرسل معاليه لجنة تابعة للوزارة لفحص اللحوم التي تحملها تلك الباخرة فكانت نتيجة الفحص أن اللحوم غير صالحة للإستهلاك البشري فأمر معاليه بإعادتها لمصدرها وعدم إدخالها للأردن. فقامت الدنيا ولم تقعد كما يُقَال وتلقى تهديدات بالقتل من اَلْتُجَّار أصحاب تلك الشحنة الفاسده ولكن لم يأبه بذلك وأصر على قراره. ولكن ماذا حصل بعد ذلك؟ تم إجراء تعديل وزاري على وزارة دولة مضر بدران وتم تغيير معاليه من وزير تموين إلى وزير مواصلات (وهو الوزير الوحيد في وزراة دولة مضر بدران الذي تقلد مسؤولية وزارتين).

ولا ندري بعد تغييره فيما إذا تم إدخال شحنة اللحوم التي تحملها تلك الباخرة والتي لا تصلح للإستهلاك البشري للأردن مرة ثانية وأكلها الشعب الأردني أم لا؟! الله أعلم.

وما زلنا نعاني من الغش والجشع عند اَلْتُجَّار حتى يومنا هذا، والشعب الأردني على إطلاع كم مصنع وكم محل تجاري تم إغلاقهم وكم تاجر أو صاحب محل تجاري تم تحويلهم للقضاء من قبل وزارة الصناعة والتجارة لمخالفاتهم خلال فترة الحظر بسبب الكورونا المستجد؟!.

 

لا ندري فيما إذا كان هؤلاء اَلْتُجَّار يؤمنون بالله واليوم الآخر أم لا؟! ولا ندري كيف يُحَلِلون رزقهم بالغش وبإحتكار بعض المواد التموينية لرفع الأسعار على المواطنين؟! والأدهى والأمر أن كثيراً من هؤلاء اَلْتُجَّار يرتادون المساجد أو يُصَلِّون في محلاتهم التجارية.

نقول لهم هل تعتقدون أن صلاتكم تفيدكم يوم الحساب عند رب العالمين؟ أم أصبحت الصلاة عندكم عادة ورياضة؟!، أم أنكم تفصلون بين الصلاة والتجارة فصلاً تاماً فالصلاة شيء والتجارة شيء آخر؟، ولكن تعلمنا من ديننا ورسولنا عليه الصلاة والسلام أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.

فالقناعةُ كنزٌ لا يفنى، والقرش الحلال يبارك الله فيه ويجعله كألف قرش، والقرش الذي يأتي بالغش وفي الإحتكار يمحقه الله محقاً ويجعل الألف قرش منه لا تساوي قرش واحد. فالبركة منزوعة من فلوسكم، وعدم تحويلكم للمحاكم المختصة وتوجيه العقوبات المناسبة لكم هي من الأسباب التي جعلتكم تستمرون في أفعالكم المشينة هذه. وبالتأكيد أنكم لا تخشون عقاب الله في الآخرة ( يا أيها الذين آمنوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ، يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ((التوبة: 34 و 35)).



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد