الافتراء على الاموات

mainThumb

16-06-2020 05:31 PM

منذ شهور خلت،  حضرت حفل تابين لاحد الذين انتقلوا إلى رحمة الله ، وسمعت ما سمعت من المتحدثين عن مناقب المرحوم باذنه تعالى مما جعل احد الحاضرين والذي يعرف المتوفى حق المعرفة ان يهمس في اذني ان ما قيل فيه من مديح وبطولات عن المرحوم عكس الحقيقة تماما، ومثل هذه الحفلات تكررت لرجالات رحلوا، وستستمر لانها سنة الحياة لقوله تعالى { {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} }

وهنا وانا اسمع كلاما عجبا تذكرت ما روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ:( إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ) ،وهنا من الواجب على اهل المتوفى واصدقائه ومحبيه ان يدعو له دائما بالرحمة والمغفرة وان يذكروه بالخير والابتعاد عن ذكر سيئاته، حيث ذكر عَنْ عَطَاءٍ (ابْنِ أَبِي رَبَاحٍ) عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (اذْكُرُوا مَحَاسِنَ مَوْتَاكُمْ وَكُفُّوا عَنْ مَسَاوِيهِمْ)، ولكننا لاحظنا هذه الايام من البعض المبالغة في الاتجاهين من حيث الافتراء على الاموات بالمديح ووضعهم في مكانة لم يبلغوها قولا وعملا وتحميلهم اوصافا لم تكن يوما ما في حياتهم، او التقليل من شانهم او من انجازاتهم او تجاهلها، وفي الحالتين يعتبر ذلك افتراء على الميت وخاصة عند المبالغة في حفلات التابين اَو في الكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي، ويقال من باب التندر احيانا ، (ان الميت بتطول رجليه). وهنا من الدين والوفاء ان ندعو للميت وان نذكر محاسنه دون مبالغة وكذب على الأحياء لاننا في هذه الحالة قد نسيئ إلى المتوفى وهو في الدار الاخرة ولا ينفعه الا ما قدمه في دنياه من اعمال صالحة والدعوات الصادقة من اهله ومحبيه ،امتثالا لقول الحق في محكم تنزيله ( يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) صدق الله العظيم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد