أَحْكَامُ اللهُ بَيْنَ اَلْنَاس فِي آخِر كِتَاب سَمَاوِي (القرآن)

mainThumb

26-06-2020 09:22 AM

خلق الله السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم إستوى على العرش (وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِين (هود: 7)). وخلق آدم ليخلفه هو وذريته في الأرض (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (البقرة: 30). وقد أعلمنا الله أنه سيكون بعضهم لبعض عدو (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ (البقرة: 36)) وحتى تستمر الحياة في الأرض بين بني آدم أرسل الله لهم أنبياؤه ورسله ومعهم رسالاتهم وكتبهم السماوية وفيها حكم الله بينهم في الأرض قبل الآخره بالعدل (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة: 38)). وقد كان آخر دين أنزله الله على بني آدم هو الدين الإسلامي وأنزل القرآن الكريم على رسول العالمين محمد بن الله ليكون خاتم الرسالات والكتب السماوية وفيه الحكم في جميع أمور حياة بني آدم السابقين والحاضرين واللاحقين لأنه يصلح لكل زمان ومكان، وفيه إجابة لكل سؤال يخطر على بال بشر (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (الكهف: 54)). فنضرب مثلاً كيف بيَّن الله حكمه للمسلمين كيف يتعاملون مع أهل الكتاب، وهم من سبقوا المسلمين من أصحاب الرسالات السماوية اليهودية والمسيحية، فقال (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (العنكبوت: 46)). وبيَّن الله أيضاً للناس جميعا أنه هو الذي خلق الكافر والمؤمن ولا يحق لنا أن نُكَفِرَ أي إنسان أو نسيء لأيٍ من خلقهِ سواء أكانوا كفاراً أو أصحاب رسالات سماوية أو مسلمين (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (التغابن: 2)).

وأخبرنا الله في القرآن الكريم أنه هو الذي يحكم يوم الحساب بين من إختلف من خلقه سواء أكانوا أصحاب رسالات سماوية أو مسلمين أو غيرهم (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (البقرة: 113)). وأوضح لنا كيف يجب أن يتعامل بني آدم مع بعضهم البعض حتى لو حصل بينهم قتل سواء أكان بقصد أو بغير قصد وبَيَّن الله الحكم في ذلك وبعد ذلك ترك الحكم النهائي للناس فيما بينهم إن أرادوا أن يعفوا أو ينفذوا حكم الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (البقرة: 178)). كما أوضح الله لعباده طريقة العقاب فيما بينهم وبَيَّن أن الصبر من أجمل صفات بني آدم (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ، وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ (النحل: 126 و 127)). كما طلب الله من عبادة أن يحسنوا لبعضهم البعض بأن يكظموا غيظهم ويعفوا عن بعضهم البعض وهذا ما يحبه الله (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (آل عمران:134)). وأوضح الله في كتابه العزيز للقضاة والحكام كيفية الحكم بين الناس والرعية ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (النساء: 135)). وتمثل هذه الآية قمة أُسُسُ وقواعد العدل والحكم بين الناس وقد وضعها الأجانب على جدران كليات الحقوق في جامعاتهم كما تم ذلك في كلية الحقوق في جامعة هارفارد الأمريكية. وهذ يعطينا فكرة جيدة أن أصحاب الرسالات السماوية السابقة وغيرهم قد إطلعوا على القرآن الكريم وإستفادوا منه الكثير الكثير وطبقوه في حياتهم العملية ولكن تأخذهم العزة بالإثم أن يتركوا رسالاتهم السماوية السابقة ويتبعوا دين الإسلام ويعرفوا بأنه دين الحق وخاتم الرسالات والديانات السماوية. وحقيقةً أن أصحاب الرسالة المسيحية يرجعون إلى أحكام القرآن الكريم في توزيع الإرث بينهم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد