يَزُوْلُ اَلْتَطْبِيْعُ اَلْمَبْنِيٌ عَلَى اَلْمَصَالِحِ اَلْشَخْصِيَةِ اَلْفَرْدِيَةِ بِزَوَالِهَا

mainThumb

03-09-2020 11:42 AM

لقد أنعم الله علينا نحن المسلمين وعلى غيرنا من أصحاب الرسالات السماوية السابقة نعماً لا تعد ولا تحصى لو تدبرنا ما جاء في القرآن الكريم لأنه يصلح لكل مكان وزمان وأنه من عند خالق هذا الكون وليس من قبل البشر نهائياً (َفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا(النساء: 82)).

ونستطيع إذا جاز لنا التعبير أن نقول بأن القرآن الكريم هو الكتالوج (بلغة المصنعين للأجهزة والألآت في هذا العالم) الذي يحتوي على تفاصيل كل شيء خلقه الله في هذا الكون من أشياء ووصف لما حدث سابقاً ويحدث حالياً وسيحدث في المستقبل من أحداث، ولا ريب فيه ( ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ(البقرة: 2)).

ودين الإسلام جاء إسمه من السِّلْمِ والسَّلام بين بني آدم في هذا الكون، ولكن السِّلْمِ والسَّلام الذي يقوم على الإنصاف والعدل والند بالند بين الأطراف وليس السِّلْمِ والسَّلام الذي يقوم على مصالح شخصية فردية مشتركة، حيث يميل طرف من الأطراف إلى أين تميل كفة مصلحته الشخصية في الميزان.

وما يحدث الآن بين قادة بعض الدول العربية من تقارب سريع جداً للغاية مع قادة الكيان الصهيوني بشكل يدفعنا للحديث عما جاء في كتاب الله عزَّ وجلَّ عن هذه التصرفات التي توصف بإتخاذ أولياء من دون الله.

فنتساءل بعض الأسئلة طالبين لها إجابة من أهلنا قادة تلك الدول وشعوبها الذين يصرحون بكلام يسيء لبعض الأمم العربية، لا حول ولا قوة إلا بالله. من كم سنه تم تأسيس الكيان الصهيوني؟ ألآن تذكرتم أنه يجب عمل سلام مع هذا الكيان والتطبيع معه؟ هل أصحاب القضية الفلسطينية (قضية الأمة الإسلامية والعربية) إستجدوكم للدفاع والكلام عن حقوقهم سابقاً وحاضراً ولاحقاً؟ أم أنتم قمتم بذلك بأنفسكم؟.

ألآن أصبح الفلسطينيون أعداءكم وليس هناك مصلحة بينكم وبينهم؟ وألآن أصبحت فلسطين والقدس وما فيهما من مقدسات وآثار دينية لا تهمكم ولا تهم أصحاب الرسالات السماوية السابقة؟. وألآن أصبحت من حق اليهود وليس من حقوق كل أصحاب الرسالات السماوية السابقة والمسلمين؟ وألآن كمسلمين أصبحتم لا تهمكم القدس ولا المسجد الأقصى؟ وكغير المسلمين، لا تهمكم كنيسة القيامة وكنيسة المهد ... إلخ؟!.

فأنتم إتخذتم أولياء من دون الله وهم قادة الكيان الصهيوني وقادة أمريكا وقادة بعض الدول الغربية من للأسف الشديد. فبيت العنكبوت من أوهن البيوت تكويناً وإجتماعياً ونفسياً ... إلخ، فبيت العنكبوت خيوط ضعيفة وشفاف ويمكن بنفخة (غيره من البيوت التي يعتبرها أصحابها قوية ومتينة بهزة أرضية أو عاصفة قوية أو صاعقة من السماء... إلخ) يتحطم.

وكما نعلم أن أنثى العنكبوت عندما يُلَقِحُهَا الذكر إما ان تأكله أو ترميه خارج البيت ليموت، وكذلك عندما يكبر أولاد العنكبوت إما ان يأكلون الأم أو يرمونها خارج البيت لتموت. يا له من وصف دقيق وقاسٍ ومؤلم جداً للنفس، فهل سنعود ونتخذ الله وليا لنا ولا نتخذ من دونه أولياء؟ لأن إتفاقيات ومعاهدات وتطبيعات المصالح الشخصية الفردية تزول بزوال المصالح. وإذا إختلت مصلحة أحد الأطراف ينقلب عدواً للطرف أو للأطراف الآخرين وهذه حقائق مثل هذه الإتفاقيات والمعاهدات والتطبيعات والتي تمت على المستوى العالمي.

فنحن دون مجاملات نفتخر ونعتز بكل المبادرات التي جاء بها جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال وجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين من بعده والتي إرتكزت وترتكز على المصالح العامة لجميع الأطراف وللعالم بأسره لأن القدس وفلسطين وما فيهما من مقدسات من حق جميع أصحاب الرسالات السماوية السابقة مثل ما هي حق للمسلمين.

ونحن على يقين بأنه لا يصح إلا الصحيح وسوف يعود قادة الكيان الصهيوني والعالم إلي مبادرات القيادة الهاشمية عاجلاً أم آجلاً لأنها هي التي ستنال موافقة العالم الإسلامي والعربي والأجنبي على حدٍ سواء وهي التي تمتلك مقومات الإستمرارية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد