الذاكرة الشخصية واستخداماتها

mainThumb

09-09-2020 12:33 PM

قبل اختراع الحواسيب والانترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، كانت كل المعلومات والمعارف التي يتلقاها الفرد سواء في المدرسة او في الجامعة او من خلال الكتب والصحف وغيرها من مصادر المعرفة يحتفظ بها في ذاكرته لمدة طويلة، ويستعيدها عند الحاجة اليها، وقد تتعرض هذه المعلومات الى النسيان سواء لعامل الزمن او عدم استخدامها او استحضارها ، وفي المقابل بعد التطور الهائل في المجالات المتعددة في الحواسيب والاجهزة والهواتف الذكية وغيرها بدأ الاعتماد عليها بشكل كامل، فمن منا يحفظ رقم هاتف زوجته او اولاده او اخوانه وقد لا يعرف رقم هاتفه الشخصي دون الرجوع إلى الهاتف ، بعد ان كنا نحفظ عشرات الارقام للهواتف وغيرها في ذاكرتنا ، واذا سالت طالبا في اي مرحلة دراسية عن جدول الضرب سيستل فورا هاتفه الذكي لاجابتك عن ضرب (6 في 7) او اذا سالته عن عنوان بيته او رقم سيارته او جواز سفره او رقمه الوطني حتما سيلجا إلى الجهاز اياه دون أدنى تشغيل لذاكرته، وقد ينسى بعضنا المكان الذي اركن فيه سيارته في كراج المول او في الشارع ونلجا إلى التكنولوجيا للبحث عنها، والحديث يطول في هذا المجال عن التذكر والنسيان، وتصور لون انك في منطقة ما في طريق بعيد او قربب وانتهى شحن هاتفك او انقطع الانترنت وتعطلت سيارتك لامر ما واضطررت للاستعانة بمار طريق للاتصال باهلك او بصديق لانقاذك ، هل تتذكر رقم تلفون واحد لتتصل به؟ سوال برسم الاجابة، او هل تستطيع استكمال المسير إلى حيث انت ذاهب دون الاعتماد على GBS،. وعلم البيولوجيا يقول ان اجهزة الجسم الحيوية التي لا تستخدم تتلف بسرعة، ولذلك ابشروا بالزهايمر المبكر لقلة استخدام الذاكرة البشرية ، واستبدالها بذاكرة الهاتف الذكي الذي حتما سيفقدها عندما يقرر اصحاب الاقمار الصناعية التي تسبح في الفضاء ايقاف الانترنت والفيس بوك والواتس اب وغيرها ، وعندها يصبح من الصعوبة العودة إلى الذاكرة البشرية لانها تلفت من قلة الاستعمال وسنهيم في الارض على وجوهنا لاننا لسنا اصحاب القرار في الفضاء ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد