هل نجحت حكومة الرزاز في مواجهة الجائحة؟

mainThumb

05-10-2020 12:50 AM

منذ اليوم الأول، 17 آذار 2020، اتخذت الحكومة إجراءات صارمة لمواجهة خطر انتشار فيروس كورونا الذي خرج من مدينة ووهان الصينية غازياً العالم عبر وسائل النقل خاصة الطائرات.

الحكومة استبقت خطر انتشار الوباء، بإجراءات وقائية شديدة، ألحقت ضراراً بالغاً بالاقتصاد والأوضاع المعيشية لكثير من الناس، إلا أنها حفظت البلاد من خطر الانتشار، واستطاعت فرق الوباء ان تتقصى عن كل اصابة بشكل مهني وناجح، وكان لديها الوقت والجهد وذلك لقلة عدد الإصابات.

عاش الأردنيون خلال هذه الفترة، أجواء من الثقة تعززت بينهم وبين الحكومة، والتزموا بالتعليمات حفاظاً على صحتهم وسلامة الوطن، وكانوا مثالاً ونموذجاً للتقيد بالتعليمات، واستطاعت الحكومة خلال تلك الفترة ان تحقق شعبية عالية لدى المواطنين، بل أن كثيرا من وزرائها أصبحوا من المحبوبين لدى الكثيرين، فشعبنا الأردني طيب وكريم..!.

انتهى الاغلاق بداية حزيران، وخرج الناس الى أعمالهم، ضمن معايير وفتح تدريجي للقطاعات، وبدأ المواطنون يئنون من وطأة الاغلاق وما لحق بهم من أضرار بالغة في شركاتهم ومحالهم وأعمالهم اليومية، فمنهم من توقفت شركته وأغلقت ومنهم من فقد عمله، ومنهم من لم يحصل على رواتبه لغاية اللحظة، بل إن هناك مؤسسات كبيرة كانت تعاني أزمات مالية منذ سنوات، مثل الصحف الورقية، فكان الإغلاق بمثابة رصاصة الرحمة التي أطلقت عليها، دون أدنى مساعدة من الحكومة..!.

ولمعالجة الخلل الكبير، أطلقت الدولة حملة تبرع كبيرة استهدفت طبقة المال والأعمال في البلاد لتقف اليوم إلى جانب الأردن، وأسست صندوق همة وطن لهذه الغاية، الا ان النتائج كانت مخيبة للآمال، فجل ما تم تبرعه لا يتعدى مئة مليون دينار في حين أن ما يحتاجه الصندوق لتغطية العجز يصل الى نحو 400 مليون دينار..!.

وهنا، تساءل كثير من المواطنين البسطاء، عن أسباب تقصير المتنفذين وأصحاب المال والأعمال في الوقوف الى جانب الوطن في محنته، ولماذا توقف الرقم ما دون المئة مليون دينار من أثرياء الاردن، في الوقت الذي يعتبر هذا الرقم عند البعض رقماً عادياً، بل إن كثيرا من الأثرياء رفضوا التبرع أو تبرعوا بالقليل القليل..؟! أسئلة لم يجد لها المواطن جواباً.

اليوم، وفي ظل الموجة الثانية، بدأ الانتشار المجتمعي للفيروس، وبدأ الأردن يسجل أكثر من ألف حالة يوميا مع ارتفاع الرقم اليومي للوفيات، ولكن دون إغلاق مماثل للإغلاق السابق، وبدأنا نسمع التصريحات المتضاربة من الحكومة، وصدور قرارات سرعان ما يتم التراجع عنها، كما سمعنا كثيرا من تصريحات حكومية تنتقد الحكومة ذاتها في مواجهة الجائحة..!.

لا نريد في هذه العجالة أن نهاجم الحكومة الراحلة، فهي بكل تأكيد اجتهدت، وأرادت الخير للبلاد والعباد، وإنما نود أن نؤشر إلى الخلل الذي أصاب آلية مواجهة الجائحة، لعل من يأتي يستفيد من الدروس والعبر قبل أن ينهار نظامنا الصحي ونفقد السيطرة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد