ماكرون يستكثر الاعتذار

mainThumb

01-11-2020 11:40 PM

 اختار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فضائية الجزيرة القطرية ليخاطب العالم الاسلامي، ويوضح ما أراده من تصريحاته المسيئة للإسلام، ليقول أنها: «فهمت خطأ وأسيء استخدامها».

 
ما كرون لم يعتذر، إلا أنه عبّر عن احترامه للإسلام، ودان الإرهاب الذي لا يمثل الإسلام، رغم أن كل تصريحاته السابقة كان يتحدث فيها عن «الإرهاب الإسلامي»، ويصر على إلصاق الأعمال الإجرامية بالإسلام.
 
العالم الاسلامي، توقع من الرئيس الفرنسي أن يقدم اعتذاراً عن الإساءة التي ارتكبها بحق الاسلام والمسلمين، إلا أنه لم يفعل، بل أخذ يُنّظر عليهم بالمبادئ والقيم الفرنسية التي تحافظ على حقوق الإنسان قائلاً: «في فرنسا أي صحفي يمكن أن يعبر عن رأيه بحرية..، حرية التعبير تعني الرسم والرسم الساخر أو الكاريكاتير، هذا هو قانوننا، أدى إلى أن تكون هناك رسوم ساخرة في الصحف، رسوم سخرت من الزعماء السياسيين ومن كل الديانات، بينها صحيفة «شارلي إيبدو» التي سخرت من المسيحيين واليهود والحاخامات.. واليوم هم يرسمون عن الإسلام ونبيه»...!.
 
وجدد ماكرون دفاعه عن حرية القول والرسم.... معتبراً أنها حقوق إنسان خلقت في فرنسا وجب عليه حمايتها وحماية سيادة الشعب الفرنسي، ووصف المقاطعة الاسلامية للمنتجات الفرنسية بــ «الشيء غير اللائق»، مؤكداً إدانته لها.
 
لولا وطأة المقاطعة الإسلامية وأثرها الكبير على الاقتصاد الفرنسي، فإننا لن نشاهد ماكرون يتحدث للعالم الإسلامي من وسيلة إعلام عربية، إلا ان حديثه وإن كان لا يرقى الى مستوى طموحات الشارع الإسلامي، فهو يعبر عن مدى نجاعة المقاطعة التي لا يفهم ماكرون غيرها.
 
العالم الإسلامي يرتبط بعلاقات ممتازة مع فرنسا، وكثير من طلبة الدول العربية والإسلامية يدرسون في الجامعات الفرنسية التي يعتبرونها منارات علم وحرية وتنوير، ولكن أن يأتي رئيس فرنسي يخاطب العالم الإسلامي بلغة القرون الوسطى والحروب الصليبية فهذا أمر مرفوض، فلغة الماضي لم تعد تجدي نفعاً، فلا أحد يستطيع أن ينأى بنفسه عن الآخرين، فما فعله ماكرون أساء للدولة الفرنسية ولسمعتها ولاقتصادها، فإهانة ملياري إنسان والإساءة لأقدس رموزهم أمر ليس بالهين، فمن يفعل ذلك لا يفكر بمصلحة بلاده بقدر ما هو إرضاء فئات حاقدة على الإسلام.
 
تكلم ماكرون أن الرسوم تطال كل الأديان وليس الإسلام وحده، من منطلق حرية التعبير، فهو ما يزال لا يعلم أن الحرية منضبطة ومنظمة، فلو رجع الى تاريخ الدولة الاسلامية واطلع على وثيقة المدينة في عهد الرسول لوجد أن أكثر من نصف بنودها تحث على المعاملة الحسنة لغير المسلمين وتنظم العلاقة معهم لبناء الدولة.
 
فإن ماكرون يتحدث بحرية التعبير وحرية الرسوم وان اساءت للأديان، فليسمح أو يطلب بنشر رسم مسيئ للمحرقة اليهودية، ويرى ماذا سيحدث إن تجرأ على فعل ذلك=؟!.
 
المطلوب اليوم، الاستمرار في المقاطعة، ليس من أجل الاعتذار فقط، بل من أجل إحداث تعديلات تشريعية فرنسية تنهى عن المس بحرمة الأديان، وتحافظ على حقوق المسلمين، والمطالبة بتسليم جماجم الشهداء الى بلدانها وإغلاق متحف الإرهاب الإنساني في باريس..!.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد