هَلْ سَتُفْرِزُ الإِنْتِخَابَاتُ مَجْلِساً عَلَى قَدَرِ اَلْمَسْؤُوْلِيَةِ؟

mainThumb

11-11-2020 12:36 PM

قد قامت القيادة الهاشمية والدولة (حكومة ومثقفين ومسؤولين) منذ سنين عديدة بتوضيح معنى الديموقراطية في العالم للناس أجمعين في أردننا العزيز، وما هي مواصفات وقُدُرَات الشخص الذي سوف يتقدم لترشيح نفسه لمجلس النواب؟ أو يقوم الناس أو عشيرته أو قبيلته بترشيحه ليمثلهم في مجلس النواب؟.

وذلك عن طريق إعطاء المحاضرات وتنظيم الندوات والمؤتمرات عن الديموقراطية وعن تحمل المسؤولية وعن أمانة الصوت ... إلخ من المعلومات التي يجب أن تتوفر عند المواطنين قبل أن يقوموا بالتصويت للمرشحين وقبل أن يتم تشكيل مجلس نواب للشعب ويكون على قدر المسؤولية. وقد تم تعميم ونشر كل ما تقدم من معلومات عن الديموقراطية على مختلف وسائل التواصل الإجتماعي المقروءة والمرئية والمسموعة، وقد مارسنا العملية الديموقراطية لمرات عديدة سابقاً.

كما وقامت الحكومة في المرَّات السابقة في الإشراف على ضبط عملية الإنتخابات بشكل لا يدعوا للشك أبداً وفي إنتخابات هذا العام والتي صادفت يوم الثلاثاء الموافق 10/11/2020 وعلى الرغم من صعوبة الظروف التي يمر بها أردننا العزيز بسبب جائحة الكورونا كوفيد-19 والتي تجتاح دول العالم بأسره خصصت الحكومة ثلاثة وخمسون ألفاً من رجال الأمن للإشراف ولضبط عمليات الإنتخابات في جميع أنحاء المملكة. نعم، من الممكن أن يكون هناك بعض السلبيات في تلك الممارسات ولكن كان على الشعب أن يستفيد منها ومن أخطائه ولا يعود للوقوع فيها في المرات القادمة. ولكن للأسف الشديد، وجدنا أن النسبة الكبرى من الناس يشكون من عدم قيام عدد كبير من النواب في أدوارهم الأساسية في المجلس، وإنشغالهم في كثير من الأمور (ربما الشخصية أو الشللية والتى ليست من مسؤولياتهم كنواب) لمصالح شخصية أو شللية، مما عاد على الحكومات المتعاقبة والدولة والشعب بسلبيات كثيرة.

وأدى ذلك إلى عدم التقدم في كل مجالات الحياة الإقتصادية والتعليمية والصحية والمالية والتجارية وأدى كذلك إلى إهتراء البنية التحتية من طرق وتصريف مياه الأمطار وغيرها وإزدياد عدد الخارجين عن القانون وفارضي الخاوات أو الأتاوات والمرتشين والغش في تنفيذ المشاريع وإزدياد نسبة البطالة بين أفراد الشعب وإزدياد نسبة الفقر ... إلخ من المشاكل الإجتماعية.وكل ذلك يؤكد أن الأهداف التي من أجلها تم إنتخاب أعضاء مجلس النواب لم تتحقق ولم يتم وضع خطة قصيرة وطويلة المدى من قبل المجلس للتخفيف من تلك المشاكل تدريجياً وبالتالي إجتذاذها من جذورها. 

فعلينا كشعب أردني أبي وشهم وكريم وعزيز النفس ومؤمن بالله ويدين برسالات السموات السابقة وبالديانة الإسلامية ان نجلس مع أنفسنا ونفكر ملياً لماذا وصلنا إلى ما نحن فيه؟. ونكون صادقين مع أنفسنا ونجيب على هذا السؤال: هل نحن السبب في ذلك؟ وهل كما قال الله في كتابه العزيز (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (الروم: 41))؟، لأن الله هو أصدق القائلين وهو الذي خلقنا ويعلم ما في أنفسنا ويعلم سرنا وعلننا. هل نستطيع أن نعترف بأن كثيراً منَّا رشح نفسه للنيابة دون أن يقيم نفسه؟ أو دون أن تقيمه عشيرته أو قبيلته بأنه يصلح أن يكون خير من يمثلهم عقلانيةً وعلماً وثقافةً وخبرةَ وأمانةَ وصدقاً أم لا؟ أم تم ترشيحه لأنه إبن فلان أو علاَّن (من أصحاب رؤوس الأموال الكبار أو من أصحاب الشركات والمؤسسات التجارية أو أصحاب المزارع والأراضي، أو لأنه إبن شيخ العشيرة أو القبيلة؟ ... إلخ من الأسباب التي تنطوي تحت المنافع الشخصية).
 
وهل صوَّتنا له لأنه كذلك أم لأنه عنده المواصفات المطلوب تواجدها في النائب الذي يتحمل المسؤولية بكل كفاءة وإقتدار؟. فعلينا كشعب عانى الأمرين من أعضاء عديدين في مجلس النواب حدَّثوا وكذبوا ووعدوا وأخلفوا وأُتُمِنُوا وخانوا ولم يلتزموا بأي شيء لصالح القيادة والدولة والشعب والصالح العام، علينا أن نتحرى جيداً ونُمَحِصَ المرشحين تمحيصاً قبل أن يتم ترشيحهم من قبلنا أو من قبل عشائرهم أو قبائلهم أو من قبل أي حزب أو تيار وكما قال الله تعالى في كتابه العزيز (وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (آل عمران: 141)). وعلينا أن لا ندلي بأصواتنا إلا للذي لدينا فيه قناعة تامة بأنه يخاف الله في نفسه وفي القيادة والشعب والوطن والدولة وسيقوم بواجباته كعضو مجلس نواب على أكمل وجه دون النظر إلى أي منافع شخصية أو شللية وتكون المصلحة العامه هي ديدنه دائماً وأبداً.
 
فنسأل الله أن نكون قد إستفدنا من خبراتنا السابقة في ممارسة الديموقراطية وتلقَّنا دروساً لا ولم ولن ننساها من أخطائنا السابقة وإستفدنا منها ومارسنا حقوقنا الدستورية في إنتخابات 2020 بشكل صحيح ودقيق حتى نُفْرِز للأردن مجلس نواب على قدر المسؤولية للنهوض في الدولة في جميع مجالات الحياة ويكون الأردن في مقدمة الدول ونقول للناس أجمعين أن الديموقراطية التي تمارس بشكل صحيح ودقيق هي التي رفعتنا إلى مقدمة الدول في العالم.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد