إِحْتِفَالاَتُ اَلْفَائِزِيْنَ بِإِنْتِخَابَاتِ 2020 وَخَرْقِ اَلْحَظَرِ اَلْعَام

mainThumb

12-11-2020 04:30 PM

 لقد نشرنا أمس أي يوم الأربعاء الموافق 11/11/2020 مقالة بعنوان " هَلْ سَتُفْرِزُ لَنَا إِنْتِخَابَاتُ 2020 مَجْلِساً لِلْنُوابِ عَلَى قَدَرِ اَلْمَسْؤُوْلِيَة؟ " وتكلمنا فيها عن الدور الكبير الذي قامت به القيادة الهاشمية والدولة حكومة ومثقفين ومسؤولين منذ سنين عديدة في توعية الشعب الأردني بكل مكوناته عن معنى الديموقراطية وكيفية ممارستها عالمياً.

وعن المواصفات والقدرات التي يجب أن تتوفر في كل من يُرَشِحَ نفسه لمجلس النواب أو من تُرَشِحُه عشيرته أو قبيلته أو حزبه السياسي الذي ينتمي له للمجلس بكل وسائل التواصل الإجتماعي المقروءة والمرئية والمسموعة. كما تم توعية الشعب الأردني بأهمية التصويت لمن يصلح أن يمثل كل فئة من فئات المجتمع لأن الصوت أمانة ومسؤولية يمارسها المرشح الذي يفوز لأربع سنوات. ومع ذلك فإن كثيراً من أفراد الشعب الأردني يعمل كما يقال بالمثل العامي: أذن من طين وأذن من عجين وكأنهم لم يسمعوا شيئاً من ذلك أبداً.

فلماذا نلوم القيادة والحكومة والمسؤولين؟ كما يتشدق كثيراً من الناس في إجتماعاتهم وفي إحتفالاتهم وفي ندواتهم ... إلخ ودائماً وأبداً نضع اللوم على القيادة والحكومة والمسؤولين في أي فشل أو عدم تقدم للحكومة والوطن في كل مجالات الحياة الإقتصادية والتعليمية والصحية والمالية والتجارية ... إلخ. لماذا لا نلوم أنفسنا لأننا نحن من رشحنا المرشحين لمجلس النواب ونحن من إنتخبناهم ونحن من إحتفلنا بفوزهم بالإنتخابات، ونحن من إنتهكنا الحظر الشامل بعد الإنتخابات، ونحن من خرجنا بالسيارات نطلق الزوامير ونطلق الأعيرة النارية الحية من المسدسات والرشاشات وفوهات المدافع (سواء أكانت مدافع للصوت فزَّاعات كما قيل لحماية المزروعات من الطيور أو غير ذلك). ونحن من إجتمعنا بشكل كبير بالآلاف أمام بيوت الفائزين بدون كمامات ورقصنا ودبكنا رغم كل التحذيرات من قبل الجهات الرسمية بالدولة بعدم القيام بذلك حماية لأنفسنا وأنفس غيرنا من وباء الكورونا المنتشر بالآلاف وإزدياد عدد الوفيات يوميا بين أفراد شعبنا الأردني العزيز.

نقول نحن مع أي إجراءات قانونية أو عقوبات تتخذها الدولة (حكومة ومسؤولين) نحو كل من فاز في الإنتخابات وإحتفل هو ومن صوَّت له من عشيرته أو قبيلته أو ناسه أو من حزبه السياسي الذي ينتمي له. وكما قال سيِّد البلاد جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المفدى حفظه الله ورعاه وأبقاه تاجاً فوق رؤوسنا أجمعين سابقاً ويقول حاضراً وسيقول مستقبلاً: لا أحد فوق القانون، ولو أن إبني ولي العهد الحسين خالف القانون سيطبق عليه قانون العقوبات. ألا نحب جميعاً أن نكون مثل ولي العهد الحسين بن عبد الله الثاني المعظم في المعامله؟، لماذا ننتهك القانون والتعليمات؟ لماذا نريد أن نُمَيِّزَ أنفسنا عن ولي العهد وغيره من الذين يلتزمون بالقانون والتعليمات؟. هل إنتهاك القانون والتعليمات شطارة أو رجولة أو شهامة ... إلخ؟ بالطبع لا ومليون لا، ولا يسمح القانون لأي فئة من فئات الشعب أن تقول: الحذر للحذر ونحن بدو أو فلاحين أو حضر أو من العشيرة الفلانية أو العلانية ... إلخ.
 
إحترام القانون والإلتزام به هو الحضارة بنفسها وهو التقدم والإزدهار والعلم والثقافة وعلو الشأن والمكانه بين الأمم. لقد أُرْهِقَتُ الدولة (حكومة ومسؤولين) من بعض الفئات في المجتمع الأردني وهم يعرفون أنفسهم الذين ينتهكون القانون والتعليمات ويريدون أن يُمَيِّزُوا أنفسهم عن غيرهم من فئات الشعب الأردني. وتصرفات هذه الفئات هي التي تولد الخارجين عن القانون وفارضي الأتوات أو الخاوات على الناس وهي السبب في إنتشار الرشوات والغش في المشاريع وإرتفاع الأسعار والطمع والجشع وإزدياد نسبة البطالة والفقر بين أفراد الشعب الأردني لأنهم يتواسطون (للفاشلين الذين ليس لديهم القدرات لخدمة أنفسهم ولا غيرهم ويُعْتَبَرُونَ عالة على القيادة والدولة والمجتمع) في التعيينات في الدوائر الحكومية، أمَّا المتميزين والذين لديهم القدرات لخدمة القيادة والوطن والشعب جالسون في البيوت بدون وظائف. فإذا كان الفائزون من المرشحين لمجلس النواب ومن إنتخبهم يفعلون مثل هذه التجاوزات فكيف نتأمل من الفائزين الذين سيمثلون الشعب في المجلس أن يقوموا بمسؤولياتهم كنواب للأمة بأمانة وصدق وعقلانية وبشكل صحيح... إلخ؟ لا ندري والله! وإلى متى هذه الفئات من شعبنا ستستمر في ممارسة هذه التصرفات السلبية؟.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد