لله درك يا الفيس بوك

mainThumb

15-11-2020 02:11 PM

   الحمد لله  الذي لا يحمد على مكروه سواه، والذي علمنا ما لم نعلم، وهو على كل شيء قدير، ولا بد من الشكر حتى تدوم النعم باذنه تعالى، ومن هذه النعم وسائل التواصل الاجتماعية والرقمية وغيرها، واكثرها خدمة هو الفيس بوك والذي اتاح لنا سهولة وسرعة التواصل ومجانيتها، وهذه الخدمة الرائعة اختصرت المسافات والازمان، وتواصل الاهل والاصدقاء بسرعة البرق، واكتشاف المختفي عن اهله سنين طويلة، واستفاد منه الكثير في تعريف الناس بمواهبهم وابداعاتهم، ولكنه في ذات الوقت كشف إلى الملأ حجم النفاق والتسلق والادعاء بالشيخة والزعامة والبطولة والذي كان محصورا في مكتب او قاعة  او حارة ضيقة على ابعد تقدير، وكذلك اتاح لاصحاب الخيال الواسع برسم شجرة العائلة من العرب العاربة اوالمستعربة ومنهم من اعاد نسله إلى سادة العرب في الجاهلية، وتمكن الكثير من عشاق الفيس البوك منح نفسه والاخرين الشهادات العليا والالقاب بجرة قلم، وسكب الدموع بغزارة على المتوفين في بقاع الارض وهو لا يعرفهم ولكن  لكسب الأجر كما يدعي ، وكلهم فرسان في نظره  لانه من السنة ان نذكر محاسن الموتى، واختلطت الوطنية بالعمالة والجاسوسية بالتضحية بالنفس،  واغتيال الشخصية او تلميعها بين ليلية وضحاها، ومن خلال تتبع لمئات الحسابات على الفيس بوك تحديدا، تستطيع ان نكتشف بعض المرضى النفسيين، وهذا لا يعيب صاحبه لانه مريض وليس على المريض خرج فيما يكتبه  ، بل يسهل مهمة اهله واصدقاءه في البدء في علاجه لانه عندما يصر على كتابة رتبته الأكاديمية او الوظيفية ان صدق في ذلك، وهو ليس بمستوى متطلباتها مهنيا واخلاقيا، وهنا لا نعمم فمنهم من هو اعلى قيمة وقامة ويحمل الشهادة والرتبة باقتدار، ولكنه اختلط الحابل بالنابل واهل مكة ادرى بشعابها ويميزون الغث من السمين ،  وخاصة الطلبة والموظفون الذي خدموا بمعيتهم، لان بعض هؤلاء الفيسبكيون لا يستطيع صياغة جملة مفيدة في موضوع عام، او القاء محاضرة في تخصصه دون الرجوع إلى الأوراق الصفراء التي ورثها من  طالب خطه جميل قبل عقدين  ، او تصدى المراسل او احد صغارالموظفين للرد على الكتب او صياغة بعضها في الدائرة التي تراسها لعقود وما خفي اعظم ،اما سائقه الذي جار عليه الزمن فهو اكثر منه ثقافة وخلقا واعز نفسا ونخوة، ومع هذا يطالعنا على صفحته  يوميا بالإنجازات والبطولات والمعارك الوهمية ، وفي النهاية ندعو الباري عز وجل ان يلهمنا الصبر والصلاح، ويجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وان نجتاز الازمة الكورونية  دون خسائر في الارواح ، والله المستعان على قضاء حوائجنا لاننا لا نحسن التدبير ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد