من هو ظريف الطول الذي تحول إلى أغنية شعبية؟

mainThumb

30-01-2022 09:13 PM

السوسنة - الكثير من القصص والحكايات الشعبية، والأحداث الوطنية، تحولت إلى أغان تراثية ارتبطت بشكل مباشر بثقافة فلسطين، أو الدول العربية الأخرى، خاصة في بلاد الشام، وأصبحت فلكلور، ما زال حاضرا وخالدا إلى وقتنا هذا، وسيمتد إلى الأجيال القادمة.

تعتبر أغنية “ظريف الطول” من الأغاني الشعبيّة التي تُردّد كثيرا في المناسبات الاجتماعيّة والوطنيّة الفلسطينية، وخاصّة في القرى، لكن معظم من يتناقل هذه الأغنية لا يعرف قصتها ومن يكون "ظريف الطول".

تناقل الأجداد أغنية ظريف الطول منذ أيام الانتداب البريطاني في فلسطين، وظريف الطول شاب فلسطيني، أقام في قرية كان غريباً عنها، وكان يعمل نجّاراً عند شخص يدعى أبو حسن، وكان يتقاضى أجره كل أسبوع، ولكن لم يكن يعلم ماذا يفعل بالمال، وتميز هذا الشاب بالأخلاق الحميدة، وأجمع اهل القرية على ذلك، حيث لم يكن يرفع عينه باتجاه امرأة، رغم أن فتيات القرية كنّ يحاولن التقرّب منه.

وذات مرة حاولت زوجة مختار القرية أن تلفت نظره لابنتها، وجعلته يصنع لإبنتها صندوقا خشبيا وحدثته عنها، وحتى الخطيب لمّح إلى الموضوع في خطبة الجمعة لكن "ظريف الطول" لا تعنيه هذه الأمور.

وتقول الرواية أنه ذات يوم هجمت إحدى العصابات الصهيونيّة على القرية التي كان يسكنها الشاب الخلوق، واستشهد ثلاثة شبّان، وفي اليوم الثاني، غادر ظريف الطول القرية وعاد بعد أربعة أيام ليلاً دون أن يراه أحد، ثم عادت العصابات بعد شهر لتقتحم القرية، حينها قام ظريف الطول بتوزيع خمس بنادق اشتراها من ماله الخاص على الشبّان، وتم قتل ستة أشخاص من العصابات، وفي اليوم التالي، باعت النسوة مجوهراتهن، وذهب لشراء البنادق بثمنها.

وعادت العصابات إلى القرية لأخذ الثأر، وعندها اندلعت معركة كبيرة في كروم التفّاح، واستشهد عدد كبير من أبناء القرية، كما سقط عدد كبير من أفراد العصابات، وعندما قام أهل القرية بجمع جثث الشهداء، لم يجدوا ظريف الطول بين الأحياء ولا الأموات، لكن أجمع أهل القرية على شجاعته بالقتال حيث تمكن من قتل أكثر من 20 شخصاً من أفراد العصابات، كما أنقذ بعض شبان القرية.

لكن إختفى ظريف الطول بعد هذه المعركة، ولم يظهر، حتى مرّت الأيام وصار “ظريف الطول” أغنية القرية والتي تقول: يا ظريف الطول وين رايح تروح.. بقلب بلادنا تعبّقت الجروح، يا ظريف الطول وقف تاقولك.. رايح عالغربة فلسطين أحسنلك.

وتقول الرواية انه تم مشاهدة ظريف الطول بعد سنوات مع الثوار في يافا، والبعض أشار انهم شاهدوه مع جمال عبدالناصر في بورسعيد، وآخرون شاهدوه في غزة، وفي بيروت إبان اجتياح 1982، ليتضح أن ظريف الطول هو كل مقاوم فلسطيني، وبقيت الأغنية خالدة وتُردّد حتى يومنا هذا مع إختلاف بعض الكلمات.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد