التمييز العنصري الغربي يتجلى في الحرب الأوكرانية

mainThumb

07-03-2022 07:56 AM

 بداية، ندعو إلى السلام واتباع لغة الحوار في حل المسائل الدولية، ولا نؤيد الحروب التي يسقط فيها الأبرياء، وتلحق الأذى بحياة الإنسان ومستقبله ومستقبل الأجيال المتعاقبة، وبذات الوقت نستهجن المعايير المزدوجة التي يتبعها الغرب دون خجل في التمييز بين الإنسان الأبيض والإنسان الملون، في الوقت الذي يدعي فيه حمايته لحقوق البشر والحريات العامة وأن دوله رائدة في هذا الشأن.

 
تابعنا كما الجميع، تصريحات مختلفة وتباكي كثير من الأوروبيين من قطاعات مختلفة على الشعب الأوكراني الذي يتعرض لحرب مدمرة هذه الأيام، مستهجنين كيف يحدث هذا لشعب شعره أصفر وبشرته بيضاء ويشاهد نتفليكس ويركب سيارات كما هي سياراتهم..!
 
مساكين الشعوب الإنسانية في فيتنام وبنما وكوبا والعراق وسوريا وفلسطين والسودان وليبيا واليمن ودول قارة افريقيا، والقائمة تطول، فهم وفق نظر الغرب بشر من الدرجة الثانية أو قد تكون العاشرة أو قد لا يعتبرون من البشر، فالغرب الذي تأسس على نهب خيرات الشعوب واستعمارها، وقتل أصحاب البلاد المنهوبة بأبشع وسائل القتل، لا يأبه في يوم من الايام بمصير الإنسان وحقوقه من خارج القارة الأوروبية ما دام لونه يختلف عن لونهم.
 
الغرب، رغم تبجحه بالقيم الإنسانية والديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان، إلا أنه ما يزال يرتكب كثير من الجرائم ضد الانسانية، وكثير من هذه الدول ما تزال تحتفظ بتاريخها الدموي بل تتفاخر بقتلها للانسان، ونستحضر هنا متحف الإنسان الذي أنشأته فرنسا وتحتفظ فيه بأكثر من 18 ألف جمجمة شهيد من أبطال العالم الإسلامي ممن قتلتهم أثناء غزوها واستعمارها لبلادهم خاصة الجزائر، ومن أبرزها جمجمة الشهيد البطل الشيخ بوزيان الذي خلف الأمير عبدالقادر الجزائري في قيادة الثورة عام 1849، وفي تلك الفترة اعدم الفرنسيون النساء والأطفال وعلقوا جماجم الشيخ بوزيان والشيخ موسى الدرقاوي على أبواب بسكرة بهدف نشر الرعب قبل نقلها إلى باريس...!.
 
هذه هي حضارة الغرب، التي يبدو أن البعض يسمع بها لأول مرة في الحرب الاوكرانية، فهي قائمة في الأساس على قطع الرؤوس والإرهاب والتمييز العنصري على أساس اللون والدين، وعند الخطوب تظهر على حقيقتها، كما هي اليوم في الحرب الروسية على أوكرانيا، ولا ننسى هنا الشعب الهندي الأحمر الذي أبيد بطريقة وحشية لم يشهد لها التاريخ مثيل على يد القوات الأميركية، ولمن يريد ان يستزيد فليبحث في هذه المسألة.
 
إن غياب العدالة وقهر الإنسان ونهب ثرواته لن يحقق الامن والاستقرار، فهذه سنة الله في الكون، فلن يدوم الظالم في ظلمه ولا بد أن يأتي يوم يقتص فيه من الظالم، ونتمنى ألا تتوسع الحرب الروسية، وأن تتوقف في أسرع وقت، تحقيقاً للسلام الذي يبدو أنه سيكون هشاً، وستترك الحرب آثاراً مدمرة على العالم والمجتمع الدولي قد تشعل حرباً أخرى قد تكون مدمرة أكثر من الأولى.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد