لماذا تكتب ؟

mainThumb

10-03-2022 03:42 PM

بالامس وبعد منتصف الليل تواصل معي صديق عزيز يعيش في كندا ،وهو زميل دراسة في الدراسات العليا. وتشعب الحديث الى ان وصلنا الى جدوى الكتابة في القضايا العامة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والرياضية وغيرها، وكان السؤال المباشر لماذا تكتب وتتعب نفسك ؟.

  واشار ان  العدد الذي يتابعك لا يصل الى ربع ما يحظى به  الآخرين  في بوست لا معنى له او لا قيمة له كخبر عادي مكرر او صورة  او تحية من سيدة، او شخصية ذات موقع او نفوذ او صاحب مال، وتتوالى اللاكيات باعداد هائلة دون تدقيق في المحتوى او المغزى، وقد يكون في كلامه بعض الحقيقة ولكن ليست كلها بالمطلق، لانه القضية نسبية وتتعلق بالكاتب واهدافه وغاياته والقارئ وثقافته وقدرته على التحليل وتحمله وصبره على القراءة حتى النهاية ، ومدى قدرته على التمييز بين ما يصلح للقراءة من عدمه،  وهذه ليست المرة الاولى التي اتعرض فيها لمثل هذه الملاحظات،  ولا اشك في نوايا اصحابها نحوي باتجاه سلبي لا سمح الله، وكان جوابي كالعادة ،هو انني افكر بصوت عالي عندما اسمع خبرًا او ارى مشهدا او اتحاور مع صديق او مجموعة في قضايا عامة او اتذكر حدثا او يقع بين يدي صورة او اذهب في رحلة، واترجم ذلك الى مقال متواضع  واكرر قراءته واستمتع به، واسعد كذلك  عندما يقراه الاخرون مهما قل او زاد عددهم، وقد اكتفي بواحد يفهم ما بين السطور او باحدهم يستمتع معي ببعض الوقت ويستعيد ذكرياته المشابهة في المشهد  ولو لم نلتقي ، واحس بذلك من نبض قلمه  ،واما الذي لا يعجبهم ذلك فقد تكون لهم احكاما مسبقة لشخصي او لايهوى متابعة الفقراء والمواطن العادي مثلي  ، وهذا شانهم وهم احرار في ذلك  ورضا الناس غاية لا تدرك ،وفي نهاية المطاف اردد ما انشده المتنبي:  أَنامُ مِلءَ جُفوني عَن شَوارِدِها : :وَيَسهَرُ الخَلقُ جَرّاها وَيَختَصِمُ:



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد